أعد التقرير لـ “يمن ديلي نيوز” – محمد الحميدي:
منذ أكثر من عقد من الزمن، يعيش أهالي خمسة طلاب يمنيين أوفدوا لدراسة الماجستير في سوريا مأساة مستمرة منذ اختفائهم الغامض ومصيرهم المجهول.
ورغم التطورات السياسية والأمنية المتلاحقة في كل من سوريا واليمن، لم تثمر الجهود المبذولة عن أي نتائج حاسمة تكشف عن مصيرهم، في رحلة أكاديمية تحولت إلى كابوس مأساوي في خضم الصراع السوري.
المهندس الرائد محمد عبده حزام المليكي، البالغ من العمر 52 عامًا، ينتمي إلى قرية الكراب، عزلة السارة، مديرية العدين بمحافظة إب (وسط اليمن)، درس الهندسة الكهربائية في جامعة صنعاء قبل أن يلتحق بكلية الطيران والدفاع الجوي في عام 2010.
ابتعثته وزارة الدفاع اليمنية إلى جانب زملائه: الرائد علي حسن سلامة، النقيب هاني صالح نزار، م/١ حسن محمد الوهيب، م/١ أحمد علي ردمان، لاستكمال دراسة الماجستير في أكاديمية الأسد للعلوم العسكرية بمدينة حلب السورية.
أثناء الثورة السورية التي اندلعت عام 2011 وتحولت لاحقًا إلى صراع مسلح، أكمل الطلاب اليمنيون دراستهم في أكاديمية الأسد وتخرجوا في سبتمبر 2012.
يقول أهالي الطلاب إنهم عندما حاولوا العودة إلى اليمن، منعتهم الأوضاع الأمنية وتوقفت حركة الطيران في حلب، فقرروا السفر براً من حلب إلى دمشق في 4 سبتمبر 2012، وانقطع الاتصال بهم منذ ذلك الحين.
وثائق رسمية كشفت عن تواصل أهالي الطلاب مع الملحق العسكري في السفارة اليمنية بدمشق، إلا أن الملحق أفاد بعدم مغادرتهم الأكاديمية، رغم مغادرتهم فعلاً.
بعد أسبوع من اختفائهم، وتحديدًا في 20 سبتمبر 2012، انتشر مقطع فيديو يظهر الطلاب محتجزين لدى جبهة النصرة، حيث ظهروا في الفيديو وهم يدلون باعترافات أنهم كانوا مشاركين في القتال إلى جانب نظام الأسد، حيث يفيد الأهالي أنهم أجبروا على الإدلاء بهذه الاعترافات.
في يونيو 2013، وبعد سلسلة من احتجاجات أهالي الطلاب، أصدر رئيس الوزراء اليمني محمد سالم باسندوة، بناءً على توجيهات رئيس الجمهورية حينها عبدربه منصور هادي، مذكرة إلى وزارتي الدفاع والخارجية لتشكيل وفد للبحث عن المختطفين.
بناءً على ذلك، تم تكليف النائب في البرلمان محمد الحزمي، والقاضي حمود الهتار بمتابعة القضية من قبل وزارة الدفاع، حيث قادا الجهود وسافرا عدة مرات برفقة ممثلين عن أهالي الطلاب إلى سوريا وتركيا.
“يمن ديلي نيوز” تواصل بالنائب الحزمي لمحاولة معرفة نتائج هذه الجهود، والذي قال: “للأسف حتى الآن لم تحقق أي نتيجة”.
وعند سؤاله عن التفاصيل، أضاف: “سافرنا إلى تركيا مرتين. في الزيارة الأولى، دخلنا من الحدود التركية إلى سوريا برفقة ممثلين عن أسر وأقارب المختطفين، لكن الأوضاع هناك كانت معقدة جدًا. التقينا بشخصيات دينية واجتماعية وعسكرية سورية ونقلنا لهم مناشدات هيئة علماء اليمن، وحصلنا على وعود بالبحث عن الطلاب، لكن لم نصل إلى أي نتيجة”.
وأضاف الحزمي: “في الزيارة الثانية، تمكنا من الوصول إلى حلب التي كانت منقسمة بين النظام والمعارضة آنذاك. قابلنا قيادات عسكرية تابعة للثوار وأخبرونا أن الطلاب احتجزوا للتحقيق معهم بسبب الاشتباه بقتالهم إلى جانب النظام، وخلال فترة احتجازهم، تعرض السجن الذي كانوا فيه للقصف من قبل قوات النظام مما أدى إلى مقتلهم”.
شقيق المهندس المليكي – أحد الطلاب المحتجزين – قال لـ “يمن ديلي نيوز” إنه في آخر تواصل له مع النائب الحزمي، أفاد بأن الطلاب قُتلوا نتيجة قصف نفذته قوات النظام السوري، وأنه حصل على معلومات من منظمة تركية وذكر له اسمها لكنه لا يتذكرها.
ويضيف: “قمت بالتواصل مع زملاء أخي الأتراك الذين يقول إنه عمل معهم سابقًا، وطلب منهم التواصل مع هذه المنظمة التركية، إلا أنهم أخبروه بأن المنظمة نفت قيامها بتقديم أي معلومات أو تصريحات عن القضية”.
عندما عرضنا رسالة شقيق المليكي على النائب الحزمي، أفاد: “قلت لكم ما أتذكره وأعلمه”.
وفقًا لمذكرة صادرة عن وزارة الخارجية اليمنية إلى مكتب الممثل الخاص المشترك لسوريا للأمم المتحدة، أفادت التقارير بأن عملية الاختطاف وقعت في منطقة سراقب التي كانت تشهد وجود مجموعات مسلحة منها جبهة النصرة.
وقد أشارت التقارير الأممية إلى أن المنطقة شهدت حوادث اختطاف سابقة، إلا أن صعوبة التواصل المباشر مع جبهة النصرة قد زادت من تعقيد الأمور.
مع اجتياح جماعة الحوثي المصنفة إرهابيًا للعاصمة صنعاء وسيطرتهم على مؤسسات الدولة اليمنية عام 2014، توقفت الجهود الرسمية للبحث عن الطلاب، لكن أهالي المختطفين لم يفقدوا الأمل وواصلوا مناشدتهم الحكومة والمنظمات الدولية لمعرفة مصير أبنائهم.
في الأول من ديسمبر الجاري، أعلنت المعارضة السورية سقوط نظام الأسد بعد دخول جنود هيئة تحرير الشام (النصرة سابقًا) إلى دمشق وإطلاق سراح آلاف السجناء السياسيين والمدنيين، بينهم سجناء أجانب.
هذا التطور أعاد الأمل لدى الأهالي الذين وجهوا مناشدة إلى الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا والمنظمات الدولية لمتابعة القضية وكشف مصير أبنائهم الذي يقولون إنه ما يزال مجهولًا ولا يقتنعون بأنهم قتلوا.
رسالة إلى رئيس الجمهورية السابق عبدربه من أهالي الطلاب
بيان صحفي من أهالي الطلاب وعليه توجيه الرئيس هادي إلى رئيس الوزراء باسندوة بتكليف الدفاع والداخلية بالبحث عنهم.
مذكرة باسندوة إلى وزارة الدفاع والداخلية بتكليف فريق
مذكرة الخارجية اليمنية إلى السفارة اللبنانية بشأن سفر ممثلي الأهالي مع الفريق المكيف للبحث
مذكرة الخارجية إلى الامم المتحدة
رد مكتب التنسيق التابع للأمم المتحدة في سوريا
مرتبط
الوسوم
نظام الأسد
اليمنيين في سوريا
الطلاب اليمنيين المبتعثين
جبهة النصرة
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
خطير...ياسين سعيد نعمان يفاجئ الجميع ويكشف عن الهدف الذي تريده اسرائيل من اليمن"ليس الحوثي"
دفعت مليشيا الحوثي الإرهابية، بتعزيزات ضخمة، صوب جبهات شمال غرب المسيمير الحواشب في لحج (جنوبي ال
استبعد سفير اليمن، لدى المملكة المتحدة، ياسين سعيد نعمان، إقدام الاحتلال الإسرائيلي، على ضرب مليشيا
عاجل : بالتزامن مع تهديدات اسرائيلية ...تحذيرات لساكني هذه المحافظات اليمنية من ماسيحدث في الساعات ا
تصريحات مثيرة تكشف عن طرف ثالث و “جولاني يمني جديد” جاهز لقيادة المعركة وتحرير صنعاء من النفوذ الإير
أفادت الأجهزة الأمنية التابعة لحكومة صنعاء، اليوم، بإحباط أنشطة استخباراتية وصفتها بـ”الخطيرة&