كشفت معلومات خاصة حصل عليها "المهرية نت"، عن ترتيبات يجري الاستعداد لها خلال الأيام القليلة المقبلة، من أجل تدريب وإنشاء تشكيلات عسكرية مسلحة داخل محافظة المهرة، وهو ما يؤكد ما انفردت به "المهرية"
في نشره قبل أيام.
المعلومات التي حصل عليها "المهرية"، لمنتسبين في هذه التشكيلات، أكدت وجود ترتيبات يجري الاستعداد لها من أجل الإشراف على تدريب القوة التي تندرج تحت مسمى بـ"درع الوطن" وتحمل طابع طائفي، سيتم إنشائها وتشكيلها في محافظة المهرة.
وأكد أحد المنتسبين لهذه التشكيلات، أن مكان التدريب للقوة الجديدة سيكون في محافظة المهرة، في حين أفاد منتسب آخر، أن الدفعة الجديدة تم تسجيلها وتدريبها منذ مدة وأصبحت لديها الكثير من الخبرات وأن الحديث حاليا يدور حول اللقاء بها وتحديد المكان المناسب لتموضعها وإعادة تدريبها.
حسب المعلومات التي حصلنا عليها، "لا يزال موقع التدريب لهذه القوة داخل المهرة، غامض إذ تقترح الإدارة المكلفة بتدريبها والإشراف عليها في مكان واحد".
في هذا السياق، أوضحت المعلومات أن عبدالله مشديش، فيما يبدو المشرف على هذه القوة، اقترح أن يلتقي بالنواة الأولى لهذه التشكيلات، من أبناء مديريات "حصوين، وقشن، والمسيلة، وسيحوت" وذلك خلال اليومين المقبلين.
المعلومات كشفت أيضاً، أن هذه الدفعة الأولى التي تم اعتمادها ويجري الإعداد لها، سيعقبها دفعات وألوية أخرى في طريقها إلى المهرة، وذلك بعد الانتهاء من مرحلة التسجيل والقبول.
وقال أحد المنتسبين "إن القوة الأولى المخصصة للمهرة تم اعتمادها رسميا (في إشارة إلى السعودية التي تدعم وتمول هذه القوة)، وأنهم في انتظار موافقة رئاسة الجمهورية ووزارة الدفاع في عدن، للسماح لهم بإنشاء المعسكر ومنحهم المكان للتمركز فيه داخل الأراضي المهرية.
وكانت مصادر خاصة، قد كشفت قبل أيام لـ"المهرية"، أن السعودية أصدرت توجيهات عاجلة للمجلس الرئاسي بتشكيل قوات وتجنيد مليشيات تابعة لها في المحافظ، مشيرة إلى أن غالبية من يتم تجنيدهم ينتمون إلى جماعات سلفية متشددة، وتم اعتماد مرتبات لهذه المجاميع، مضيفة في الوقت ذاته أن السعودية تضغط على الشرعية لاستحداث معسكر لهذه القوات داخل الغيضة.
عسكرة المتطرفين
في حين أفاد مصدر مسؤول يمني لـ"المهرة نت"، أن "ضباطًا سعوديين في مطار الغيضة بمحافظة المهرة يجرون تنسيقات سرية وخطيرة مع شخصيات سلفية مدعومة سابقًا من الإمارات، تُعرف بتبنيها أفكارًا متشددة تتطابق مع معتقدات تنظيم القاعدة.
وأضاف المصدر أن هذه اللقاءات تتم بسرية تامة، وبعيدًا عن أي إشراف من الأجهزة الأمنية والعسكرية التابعة للحكومة الشرعية، مشيرًا إلى أن هذه التحركات تهدف إلى زعزعة استقرار المحافظة، عبر تأسيس تشكيلات وميليشيات تحمل طابعًا دينيًا متطرفًا، تمثل تهديدًا مباشرًا للنسيج الاجتماعي والسلم الأمني في المهرة.
المصدر أوضح أن هذه الأنشطة المشبوهة تُعد خطوة أولى نحو جر محافظة المهرة إلى مستنقع الصراعات الإقليمية التي قد تعصف باستقرارها، خاصة في ظل موقعها الجغرافي الحدودي الحساس مع دول الخليج.
وأضاف أن هذه التحركات تتناقض مع تطلعات أبناء المحافظة الذين يحرصون على إبقاء المهرة بعيدًا عن أي صراع، مستفيدين من الأمن والاستقرار الذي تنعم به منذ سنوات.
رفض شعبي
التحركات التي تقودها وتمولها السعودية، أثارت رفض المجتمع المهري بمختلف مكوناته وشرائحه، وحسب المصدر ذاته، فقد وجّهت معظم القوى السياسية والاجتماعية في المهرة رسالة شديدة اللهجة إلى الحكومة الشرعية ومجلس القيادة الرئاسي، أكدت فيها رفضها القاطع لأي تشكيلات عسكرية أو معسكرات جديدة خارج إطار الدولة.
ووصفت القوى، وفقا للمصدر ذاته، هذه التحركات بأنها تهديد صارخ للنسيج الاجتماعي للمحافظة، محذرة من تكرار الكوارث الأمنية والسياسية التي عانت منها المحافظات الجنوبية الأخرى نتيجة سيطرة قوات "غير نظامية"، والتي خلّفت حالة من الفوضى والجريمة وجرّت البلاد إلى أزمات إقليمية خطيرة.
وأكد المصدر أن" هذه القوى دعت الحكومة الشرعية والتحالف إلى تحمل مسؤولياتهم كاملة، والعمل الفوري على وقف هذه المشاريع التخريبية التي تهدد استقرار المهرة".
وشددت على ضرورة الحفاظ على طبيعة المحافظة كمنطقة تنعم بالأمن والاستقرار وتعتبر خط الدفاع الأول لليمن ودول الخليج، كما تعتبر القوى المحلية أي محاولة لزعزعة أمن المهرة تعديًا مباشرًا على سيادة الدولة واستقرار المنطقة.
في حين قال محافظة المهرة لشؤون الشباب، كان قد أفاد عبر حسابه على (فيسبوك): إن هناك محاولات لجرّ المهرة إلى مستنقع الصراعات، وتوريطها في تشكيلات عسكرية وميليشيات ذات طابع طائفي أو متشدد دينيًا.
وأكّد كلشات أنّ المهرة لن تقبل بأي تشكيلات عسكرية جديدة خارجة عن إطار المؤسسات الرسمية القائمة منذ ما قبل الأزمة اليمنية. هذه المؤسسات تؤدي دورها بكفاءة في الحفاظ على الأمن والاستقرار
وأشار وكيل محافظة المهرة أن البعض يروّج لتشكيلات تحت مسميات متعددة مثل “درع الوطن” و”العمالقة” و”النخب”، رغم تعميمات اللجنة الأمنية التي تمنع أي تشكيلات جديدة، وتأكيد الرئاسة ووزارة الدفاع بعدم علمهما بهذه التحركات.
وقال: “إذا كان هناك من يدعو لتوفير فرص عمل لأبناء المهرة، فمن الأولى تعزيز قوات الأمن العام، أو على الأقل اعتماد رواتب للقوات التي تم تدريبها مسبقًا، مثل دفعة “أسود المهرة” التابعة للأمن الخاص (الأمن المركزي سابقًا)، والتي تُركت دون رواتب لمدة سنتين”.
وشدّد كلشات أن المهرة لن تقبل بـ”درع وطن”، أو “عمالقة”، أو “نخب”. وقال: “دعونا نحافظ على استقرارنا وأمننا بعيدًا عن أي تدخلات أو محاولات لزعزعة سلمنا الاجتماعي”.
وأكد أبناء المهرة في مناسبات عديدة رفضهم لهذه التحركات التي تهدف لإثارة فتنة داخلية تستهدف النسيج الاجتماعي وحملوا السعودية مسؤولية أي تدهور قد يحصل في المحافظة المسالمة.
اعتصام المهرة تحذر
لجنة اعتصام المهرة السلمة، من جانبها، حذرت من أي تحركات أجنبية لتشكيل مجاميع متطرفة بالمهرة مؤكداً رفضها القاطع.
وقال رئيس الدائرة الأمنية في لجنة اعتصام أبناء المهرة مسلم رعفيت
في مداخلة مع قناة "المهرية"، إن المهرة ترفض جميع التشكيلات العسكرية التي تتم خارج مؤسسات الدولة الرسمية في المحافظة.
وأشار إلى أن السلطة المحلية، وجميع فئات المجتمع بالمحافظة، حافظوا على أمن واستقرار المهرة، ورفضوا أي تشكيلات أو مليشيات خارج إطار الدولة.
وتابع: اليوم نتابع نفاجئ من وجود قوات أجنبية بالمهرة تريد تحقيق مصالحها، على حساب تقويض أمن المحافظة واستقرارها، ونشر سموم الفتنة بين أبناء المحافظة، من خلال عمليات التجنيد لشخصيات سلفية متطرفة، تتبع نهج متطرف وتسعى من خلال هذا التجنيد الخارج عن مؤسسات الدولة إلى تدمير المهرة وتقويض الأمن فيها.
لكن رعفيت، أكد أن أبناء المهرة يرفضون هذه التحركات وعمليات التجنيد، وكما وقفوا ضدها في بداية الأزمة، يرفضونها اليوم، ويؤكدون في ذات الوقت أن هذه الجماعات لن تحقق مآربها في المهرة.
وحذر رعفيت، الشخصيات السلفية بالمحافظة، من خطورة جر المحافظة إلى أتون صراع طائفي عقائدي، مؤكدا أن جميع مكونات أبناء المهرة يرفضون الاستحداثات العسكرية، وأنها لن تسمح بأي فرصة لأي شخصية عقائدية أن تعمل كجنود لدول أجنبية تسعى لتقويض أمن واستقرار المهرة.
ومنذ أن عززت السعودية من تواجدها العسكري في المهرة، عام 2017، أنشأت معسكرات في جميع أنحاء المحافظة الشاسعة وجندت آلاف الجنود من داخل وخارج المحافظة، كما اشترت ولاء القادة المحليين وهمشت من يعارض وجودها، لكنها اصطدمت بالمعايير الاجتماعية لأبناء المهرة، فقد أسهمت هذه المعايير في إفشال مخططات ومشاريع السعودية والإمارات بالمحافظة منذ بداية الصراع ولا تزال قوية حتى اليوم.
اقرأ أيضاً
بدعم سعودي.. ما الهدف من تجنيد المتطرفين في المهرة؟ وما تأثيرها على السلم الاجتماعي؟
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
شهد اليوم الإثنين، مواجهات عسكرية عنيفة، بين القوات الحكومية من جهة، وعناصر مليشيا الحوثي الإرهابية،
نشرت القيادة المركزية الأمريكية، عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي"إكس"، صوراً