أعد التقرير لـ”يمن ديلي نيوز” – إسحاق الحميري:

اعتبر الصحفيون المفرج عنهم في صفقة تبادل الأسرى الأخيرة في إبريل/نيسان 2023 من معتقلات جماعة الحوثي المصنفة إرهابيًا، قرار الولايات المتحدة الأمريكية بإدراج لجنة الأسرى خطوة في الاتجاه الصحيح لكنها ليست كافية.

وفي إبريل/نيسان 2023، كشف أربعة صحفيين يمنيين أفرجت عنهم جماعة الحوثي ضمن صفقة تبادل، عن تعرضهم للتعذيب على يد رئيس لجنة الأسرى في جماعة الحوثي “عبد القادر المرتضى” إبان اختطافهم الذي استمر 8 سنوات.

وأمس أدرج مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية، لجنة شؤون الأسرى التابعة لجماعة الحوثي ورئيسها “عبد القادر المرتضى” على قائمة العقوبات.

وقال البيان: “تم إدراج المرتضى باعتباره شخصًا أجنبيًا هو زعيم أو مسؤول في كيان، بما في ذلك أي كيان حكومي، شارك أو شارك أعضاؤه في انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان تتعلق بفترة ولاية الزعيم أو المسؤول”.

وتعليقًا على قرار الإدارة الأمريكية، تواصل “يمن ديلي نيوز” مع الصحفيين الأربعة لمعرفة رأيهم في القرار الأمريكي، والبداية مع الصحفي “توفيق المنصوري” الذي ما تزال آثار التعذيب ظاهرة عليه.

يقول: “القرار خطوة في طريق تحقيق العدالة للضحايا الذين تعرضوا للتعذيب في سجون ميليشيات الحوثي، وخاصة سجون عبدالقادر المرتضى”.

وأضاف: “عبدالقادر المرتضى يمارس التعذيب الممنهج والقاسي بحق المختطفين لديه، ومنهم الصحفيين، وأنا تعرضت للتعذيب على يده وشق رأسي وكدت أفقد حياتي على يديه”.

وتابع: “القرار يؤكد أن المجتمع الدولي جاد في إنصاف الضحايا، ونتمنى أن تكون هناك خطوات أخرى لتحقيق كامل العدالة وإنصاف الضحايا وضمان عدم إفلات المجرمين أمثال المرتضى من العقاب”.

من ناحيته، قال الصحفي “عبدالخالق عمران” إن “إدراج الولايات المتحدة للجنة الأسرى التابعة للحوثيين ورئيسها عبدالقادر المرتضى على قائمة العقوبات خطوة حاسمة ومهمة لكشف الستار عن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها جماعة الحوثي بحق الآلاف من المختطفين والسجناء، وخاصة الصحفيين الذين واجهوا أسوأ أشكال التعذيب والاضطهاد الممنهج”.

وأضاف في تعليق لـ”يمن ديلي نيوز”: “المدعو عبدالقادر المرتضى ليس مجرد مسؤول عن لجنة الأسرى، بل هو شخص متورط بشكل مباشر وعلني في ممارسات تعذيب وحشية ألحقت بنا نحن الصحفيين، أضرارًا نفسية وجسدية لا يمكن نسيانها”.

وأردف: “من أبشع تلك الجرائم، ما تعرض له زميلنا توفيق المنصوري، الذي لا تزال آثار التعذيب بادية على جمجمته، نتيجة الضرب المتعمد بهراوة حديدة من قبل المرتضى، مما تسبب له بضمور في خلايا الدماغ وأضرار صحية جسيمة”.

وذكر أن هذه العقوبات تمثل خطوة أولى في طريق طويل لتحقيق العدالة ومحاسبة المجرمين على أفعالهم، لكنها لا تكفي وحدها. داعيًا المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة وأن يوجه رسالة واضحة: “لن يُسمح بالإفلات من العقاب لأولئك الذين يمعنون في ارتكاب الجرائم بحق الإنسانية”.

وقال: “نحن كضحايا نطالب بالعدالة، ليس فقط لأنفسنا، بل لكل المختطفين والمعذبين الذين لا تزال صرخاتهم مكتومة خلف القضبان في سجون ميليشيات الحوثي”.

من جانبه، قال الصحفي “أكرم الوليدي” إن “قرار إدراج القيادي في جماعة الحوثي عبد القادر المرتضى ضمن قائمة العقوبات الأمريكية لمنتهكي حقوق الإنسان يمثل خطوة مهمة تعكس اعترافًا دوليًا بجسامة الانتهاكات التي ترتكبها جماعة الحوثي”.

وتابع في تعليقه لـ”يمن ديلي نيوز”: “المرتضى ليس مجرد شخصية قيادية في الجماعة، بل هو أحد الأذرع المباشرة في إدارة ملف الأسرى والمختطفين، الذي شهد ممارسات بشعة من تعذيب نفسي وجسدي، واحتجاز آلاف الأبرياء في ظروف غير إنسانية، واستخدام المختطفين كأوراق ابتزاز سياسية”.

وأضاف: “هذا القرار يبعث برسالة واضحة بأن المجتمع الدولي لن يقف مكتوف الأيدي أمام الانتهاكات الصارخة التي تُمارس بحق اليمنيين. ومع ذلك، فإنه يظل خطوة محدودة بحاجة إلى أن تتبعها خطوات أكثر شمولية، تشمل كافة القيادات المتورطة في الانتهاكات، وتُترجم إلى ضغط فعلي لإنهاء معاناة الضحايا، وتحقيق العدالة لهم”.

وذكر بأن هذا القرار يعد بداية الانتصار لكل مختطف، فهو اعتراف ضمني بمعاناتهم، ودليل على أن صوتهم قد وصل أخيرًا إلى العالم. إنه خطوة نحو رفع الظلم عنا، وإعادة الاعتبار لكل من عانى في زنازين الحوثيين أو دفع ثمن حريته ظلمًا وعدوانًا. اليمنيون ينتظرون أن تتسع هذه الخطوات حتى تشمل جميع الجناة، وحتى تتحقق العدالة الكاملة لكل مظلوم.

في السياق، قال الصحفي “حارث حميد” إن “هذا القرار جيد ولو أنه جاء متأخراً، وهو تصديق لما يتعرض له السجناء في سجون الحوثي من قتل وتعذيب وإخفاء قسري، ونطمح أن يتم التعاون والاستمرار في تقديم ملف المرتضى لمحكمة الجنايات الدولية وملاحقته كمجرم لا يختلف عن عبدالملك الحوثي ونتنياهو”.

مرتبط

الوسوم

معتقلات الحوثيين

العقوبات الأمريكية على الحوثيين

اعتقال واختطاف الصحفيين

نسخ الرابط

تم نسخ الرابط