محمد العياشي – يمن ديلي نيوز:

دعا السياسي السوداني “شريف محمد عثمان” دول المنطقة والمجتمع الدولي إلى العمل من أجل معالجة قضية أمن البحر الأحمر التي قال إنها أصبحت أداة للابتزاز السياسي.

واعتبر “عثمان” في حديث خاص لـ”يمن ديلي نيوز” العمليات التي يشنها الحوثيون في البحر الأحمر تهديدًا “للأمن الإقليمي والدولي”، حيث يُعتبر البحر الأحمر أحد أهم المعابر المائية في العالم، وينقل نسبة كبيرة من الغذاء والطاقة.

وأضاف: “السودان يعاني من نقص حاد في الغذاء نتيجة الصراع الحالي والسياسات الاقتصادية التي أدت إلى إفقار كثير من المواطنين منذ سنوات حكم المخلوع البشير”.

وتحدث عن أهمية كبيرة للمساعدات الإنسانية على الوضع في السودان، والتي تؤثر عليها عمليات الحوثيين في البحر، محذرًا من استغلال قضية الغذاء لأغراض سياسية، خاصة مع تجاهل السلطات في بورتسودان للأزمة الإنسانية التي تهدد حياة الملايين، حد تعبيره.

ومنذ 19 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، تشن جماعة الحوثي المصنفة إرهابيًا هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة على سفن تجارية في البحر الأحمر، حيث تقول جماعة الحوثي إنها لنصرة غزة، إلا أن الدول المشاطئة للبحر الأحمر تتحدث عن أضرار بالغة لحقتها نتيجة هذه العمليات.

تزويد بالسلاح

واتهم السياسي السوداني “شريف عثمان” في حديثه مع “يمن ديلي نيوز” جماعة الحوثي المصنفة إرهابيًا بتزويد من وصفها بـ “سلطات الأمر الواقع في بورتسودان بالسلاح، عبر استخدام المسيّرات الإيرانية”.

وقال “عثمان” وهو الأمين السياسي لحزب المؤتمر السوداني إن ذلك “يزيد من حدة الصراع ومعاناة المدنيين”، مشيرًا إلى أن سلطات بورتسودان أعادت علاقتها مع النظام الإيراني، التي تم قطعها في عام 2015، مما يدل على توسيع نفوذ إيران في المنطقة.

وقال إن “استعادة العلاقات مع إيران ومنح قاعدة للروس قد تؤدي إلى تفاقم النزاع بدلاً من تحقيق سلام مستدام”.

وحذر “عثمان” من الاتفاق بين سلطات بورتسودان وروسيا حول منح قاعدة عسكرية في البحر الأحمر، وأن ذلك سيعمل على تعقيد الأوضاع الأمنية على الساحل السوداني وسط تزايد النفوذ الإيراني والروسي.

مخاوف عميقة

وأعرب السياسي السوداني “شريف محمد عثمان” عن مخاوفه العميقة من الوضع الأمني في بورتسودان، مشيرًا إلى أن سلطات بورتسودان لم تتخذ التدابير اللازمة لحماية ساحل البحر الأحمر.

وقال: “هناك احتمالية لزيادة النفوذ الإيراني والروسي في المنطقة”، متحدثًا عن علاقة وصفها بـ “الاستراتيجية” بين إيران والحوثيين، التي تدعم الإمدادات العسكرية في المنطقة، بالإضافة إلى توقعات بمنح روسيا قاعدة عسكرية.

وأضاف: “تدهور الأوضاع في السودان قد يكون له تأثيرات سلبية على الأمن الإقليمي”، مبرزًا الصراعات الحالية مثل النزاع حول مياه النيل وسد النهضة.

ودعا عثمان إلى ضرورة وقف التدخلات الخارجية السلبية والعمل نحو إيجاد حلول سلمية، محذرًا من عودة النشاطات الإرهابية مع تزايد الفوضى.

وتستمر للعام الثاني على التوالي الحرب في السودان بين الجيش السوداني ومتمردي الدعم السريع منذ اندلاعها في إبريل/نيسان 2023، مما أسفر عن مقتل الآلاف وتشريد الملايين داخليًا وخارجيًا.

وضاعفت العمليات التي يشنها الحوثيون في البحر الأحمر من تعميق المعاناة الإنسانية في السودان، بعد تحويل غالبية السفن مسارها من البحر الأحمر إلى الرجاء الصالح.

وتتركز جميع الموانئ التابعة للسودان على البحر الأحمر، حيث يمتلك السودان على البحر الأحمر سبعة موانئ رئيسية، أبرزها ميناء بورتسودان الذي تمر عبره معظم الواردات والصادرات.

كما يمتلك السودان موانئ رئيسية أخرى هي ميناء سواكن، ومينائي بشائر (1-2) الخاصة بتصدير النفط، وميناء هيدوب المخصص لصادرات الماشية، وميناء “أوسيف” المخصص لتصدير المعادن مثل خام الحديد، وميناء ترينكيتات لنقل البضائع المحلية.

مرتبط

الوسوم

هحمات البحر الأحمر

نسخ الرابط

تم نسخ الرابط