ما سر عزوف الطلاب عن الالتحاق بالتعليم الجامعي في مناطق الحوثي؟
شهدت اليمن في السنوات الأخيرة تراجعًا ملحوظًا في أعداد الطلاب الملتحقين بالتعليم الجامعي، وهو تراجع غير مسبوق يعكس الأوضاع الكارثية والظروف المعيشية الصعبة التي تسببت بها عصابة الحوثي الإرهابية "وكلاء إيران".
ونتيجة لتدهور الوضع الاقتصادي وعدم وجود فرص عمل، بالإضافة إلى سوء الأوضاع الأمنية والسياسية في اليمن وعزوف الطلاب على الالتحاق بالتعليم، قامت بعض الجامعات الحكومية بإغلاق الأقسام فيها، حيث تصدرت كليات الآداب والتربية قائمة هذا التراجع.
هذا الانخفاض في أعداد الطلاب الملتحقين بالتعليم الجامعي يعتبر تحديًا كبيرًا لمستقبل اليمن، حيث يؤثر على قدرة الشباب على الحصول على التعليم الذي يمكنهم من الحصول على فرص عمل وتحسين وضعهم المعيشي.
ومع تزايد أعداد الخريجين وقلة الفرص المتاحة في سوق العمل، يشعر الطلاب بعدم الجدوى من الالتحاق بالجامعات، فيما يفضل الكثيرون البحث عن وظائف بسيطة أو الانخراط في أعمال غير رسمية بدلاً من الاستثمار في التعليم العالي الذي قد لا يضمن لهم مستقبلًا أفضل.
وبحسب مراقبين، فإن هذا التراجع يرجع إلى عدة عوامل رئيسية، منها تدمير مليشيا الحوثي الإرهابية للعملية التعليمية، والتدهور الاقتصادي، وكذلك عدم توفر فرص العمل، بالإضافة إلى سوء الأوضاع الأمنية والسياسية.
حرب حوثية ممنهجة على التعليم
فمنذ انقلاب مليشيا الحوثي الإرهابية في العام 2014، فرضت المليشيا سيطرتها على العديد من المؤسسات التعليمية. وقد أدى ذلك إلى إغلاق بعض الجامعات أو تقليص نشاطاتها الأكاديمية.
لم تكتفِ مليشيا الحوثي في حربها الممنهجة على التعليم بكافة مستوياته، بل واصلت مهمتها في إطار عبثها بالعملية التعليمية، ومضت بالإجهاز على ما تبقى منها غير آبهة بالمخاطر المترتبة جراء العبث المتواصل بالتعليم، كسياسة متعمدة للتجهيل والحد من تنامي الوعي في المجتمع اليمني.
كما قامت مليشيا الحوثي بتغيير لمناهج الدراسية بما يتناسب مع الأيديولوجيات السياسية للمليشيا، مما أثر سلبًا على جودة التعليم.
وفقًا لمراقبين، يواجه التعليم في اليمن تحت سيطرة المليشيا الحوثية أسوأ فتراته. فقد فقدت المؤسسات التعليمية بمختلف أنواعها قدرتها على أداء دورها أو تحقيق أهدافها، حيث تحولت المدارس والمعاهد والجامعات إلى منابر طائفية. وأصبحت هذه المؤسسات ملكًا خاصًا للمليشيا الحوثية، التي تستخدمها لنشر ثقافتها وزرع أفكارها في المجتمع.
تجهيل مدفوع الأجر
من جانبه علق الطالب في كلية التجارة بصنعاء "سمير عبدالله علي"-اسم مستعار- للمنتصف نت عن سبب تراجع الطلاب الملتحقين بالتعليم الجامعي في مناطق الحوثي بالقول: "لا ننسى أن عشر سنوات من سيطرة قوى الإرهاب والظلام الحوثية على شطر واسع من الوطن خلقت جيلًا من اليأس على مختلف المستويات، وانعكس ذلك على التعليم المدرسي والجامعي على حد سواء. فالتعليم أصبح في ظل هذه العصابة جهلًا متفشيًا وتجهيلًا ممنهجًا، وفوق ذلك تجهيلًا مدفوع الأجر وبالقوة".
وأضاف سمير:" وبالتالي من الطبيعي أن يكون هناك تراجع عن التعليم الجامعي، حيث لا يجد الطالب ولا أسرته ما يسد رمق جوعهم. فحتى لو كان هناك رغبة لديه في الالتحاق بالجامعة يجد أنه عاجز عن تسديد الرسوم بعد أن تحول التعليم في الجامعات الحكومية إلى مشروع لسلخ كواهل الناس.
وتابع قائلًا: فالقاعدة التي أصبح معمولًا بها هي: ادفع تحصل على شهادة. ومن لا يستطيع أن يدفع لن يجد له مكانًا هناك.
وختم سمير تعليقه للمنتصف بالقول: "والخلاصة أن سياسة الإفقار والتجويع التي انتهجتها العصابة بقطع المرتبات والتضييق على أرزاق الناس بالتأكيد ستنعكس على العملية التعليمية التي سيصيبها الضرر الأكبر، فالمعدة الخاوية لا تجعل من المرء يفكر إلا كيف يملؤها زادا وطعاما".
عوامل مُركبة
هاشم محمد علي (طالب في جامعة ذمار) أكد "المنتصف نت" تراجع أعداد الطلاب الملتحقين بالتعليم الجامعي في مناطق مليشيا الحوثي بشكل غير مسبوق.
وأرجع هاشم سبب تراجع الاقبال على التعليم الجامعي إلى عوامل عدة مركبة، أبرزها الأوضاع السياسية والأمنية غير المستقرة في البلاد والظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها اليمن، وخصوصًا في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، والتي قد تؤثر سلباً على القدرة الاقتصادية للأسر وتجعلها غير قادرة على تحمل تكاليف التعليم الجامعي لأبنائها.
وأشار إلى أن نقص التمويل الحكومي للتعليم الجامعي، مما يؤدي إلى ارتفاع التكاليف الدراسية وعدم قدرة الطلاب على تحملها، وكذلك تدهور جودة التعليم الجامعي في اليمن، مما يجعل الطلاب يفضلون البحث عن فرص تعليم أفضل خارج البلاد.
وأكد هاشم أن عزوف الطلاب لم يقتصر على جامعة صنعاء بل أيضا جامعة ذمار، مشيرا الى انها شهدت إقبالا متدنيا للغاية.
وأوضح أن عدد المسجلين خلال العام الماضي في الجامعة انخفض بشكل غير مسبوق ما دفع الجامعة إلى تمدد فترة التنسيق وتخفيض معدلات القبول، بسبب ضعف اقبال الطلاب.
وأكد أن الجامعات في مناطق سيطرة الحوثي تشهد ضعفًا شديدًا في الإقبال، الأمر الذي قد يؤدي إلى إغلاقها بسبب انعدام المتقدمين، بين هذه الكليات الآداب والتربية بمختلف أقسامهما، وكليات أخرى.
مؤشر خطير
إن تراجع أعداد الطلاب الملتحقين بالتعليم الجامعي في اليمن يُعد مؤشرًا خطيرًا على الوضع الراهن ويعكس التحديات الكبيرة التي تواجهها البلاد.، يتطلب الأمر جهودًا مشتركة من الحكومة والمجتمع الدولي لإعادة بناء النظام التعليمي وتحسين الظروف الاقتصادية والأمنية لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
كما يتطلب من الحكومة اليمنية اتخاذ إجراءات عاجلة لتحسين الوضع الاقتصادي وزيادة فرص العمل، بالإضافة إلى توفير بيئة تعليمية مناسبة تشجع الشباب على مواصلة تعليمهم العالي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
عدن توداي /خاص ينتظر 40 مليون يمني يوم الأربعاء القادم وبفارغ الصبر، حيث سيشهد هذا اليوم الموافق 25
كشفت مصادر خاصة عن قرب صرف راتبين للموظفين المدنيين والعسكريين في مختلف القطاعات الحكومية خلال الأيا
نشرت صحيفة عكاظ المقربة من الديوان الملكي في السعودية معلومات عن اتفاقات رسمية بين الحكومة السعودية
عدن توداي/خاص أكد تقرير نشرته مجلة أمريكية أن الوضع الحالي في اليمن لن يستمر على ما هو عليه عام آخر،
قال البرلماني، والقيادي البارز في حزب الإصلاح، حميد الأحمر، إن التحركات الأخيرة التي تجري في العا
إليكم أحدث أسعار صرف العملات الأجنبية مقابل الريال اليمني:في عدن:الدولار الأمريكي:سعر الشراء: 2052 ر
نشرت القيادة المركزية الأمريكية، عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي"إكس"، صوراً