أكد العقيد الركن حاتم الفلاحي، الخبير العسكري والاستراتيجي، أن قوات المعارضة السورية المسلحة، بعد نجاحها في إسقاط نظام بشار الأسد، تتجه نحو السيطرة على جميع المناطق السورية بما في ذلك الساحل والمناطق الشمالية الشرقية التي يسيطر عليها الأكراد.

جاء ذلك في أعقاب إعلان المعارضة عن السيطرة على مدينة جبلة بالقرب من قاعدة حميميم الروسية في محافظة اللاذقية. كما أكدت المعارضة أنها أكملت السيطرة على مدينة منبج شمال شرق حلب بعد مواجهات مع الوحدات الكردية.

وأشار الفلاحي إلى أن روسيا، مدركةً أن المعارضة ستواصل تقدمها، بدأت في سحب الأسطول الروسي من قاعدة طرطوس، رغم وجود العديد من الطائرات والقوات في قاعدة حميميم.

وصف الفلاحي السيطرة على جبلة بأنها "رسالة واضحة" للقوات الروسية بأن المنطقة أصبحت تحت نفوذ المعارضة، حيث لا تفصل بين المدينة والقاعدة الروسية سوى 4 كيلومترات. وأضاف أن تصريح وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، حول الاتصالات مع جميع أطراف المعارضة يشير إلى وجود ترتيبات جارية في الداخل السوري.

توقع الخبير العسكري أن تشهد الفترة القادمة توافقات بشأن وجود القوات الروسية في سوريا، مشيراً إلى أن الانسحاب الروسي سيكون هدفاً للولايات المتحدة والغرب، لكنه أشار إلى أن العملية ستحتاج لبعض الوقت.

في سياق متصل، توقع الفلاحي أن يسود الهدوء بين المعارضة وروسيا حتى تتحقق التفاهمات بين الجانبين.

يذكر أن القاعدة الروسية، التي تم توسيعها منذ 2015 لتشمل طائرات مقاتلة ومروحيات ومنظومات دفاع جوي، شهدت تقليصاً ملحوظاً في أعداد القوات الروسية في الفترة الأخيرة.

وكانت المعارضة قد أعلنت في وقت سابق عن سقوط نظام الأسد ودخول قواتها إلى العاصمة دمشق، تتويجاً لسلسلة من الانتصارات التي حققتها منذ أواخر نوفمبر الماضي.