بعد نحو أسبوع من انتظاره للقاء رئيس الإمارات محمد بن زايد، غادر رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي أبوظبي يوم أمس الخميس دون تحقيق هذا الهدف، رغم إنه كان هو الغاية الرئيسية من هذه الزيارة. 

في يوم الجمعة- 29 نوفمبر /تشرين الثاني الماضي-وصل رئيس مجلس القيادة الرئاسي، إلى أبوظبي لعقد مباحثات مع الرئيس الإماراتي محمد بن زايد حول تطورات الوضع باليمن.

وذكرت حينها وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) أن العليمي " وصل إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي ، في زيارة رسمية يجري خلالها مباحثات مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حول مستجدات الوضع اليمني، والعلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وآفاقها الواعدة على مختلف المستويات". 

وأشار العليمي إلى "أهمية هذه الزيارة لدولة الإمارات المتزامنة مع احتفالات الشعبين الشقيقين بأعيادهما الوطنية، والمتغيرات المحلية والإقليمية ، والجهود المطلوبة من أجل تحقيق الأمن والاستقرار والسلام في اليمن والمنطقة"، حسب (سبأ). 

وتأتي زيارة العليمي تزامنا مع أزمة اقتصادية غير مسبوقة يعاني منها اليمن، وسط تراجع قياسي للعملة المحلية في مناطق نفوذ مجلس القيادة الرئاسي.

وقبل قرابة أسبوع دعا مجلس إدارة البنك المركزي اليمني مجلس القيادة الرئاسي والحكومة إلى" التحرك العاجل لمعالجة الاختناقات المالية القائمة تفادياً لآثارها السلبية على الاستقرار المعيشي والسلم الاجتماعي وفي المقدمة ملفي الرواتب والخدمات"، ما يعني أن الحكومة باتت تعاني عجزا في صرف رواتب الموظفين. 

"زيارة رسمية" بلا مباحثات 

يبدو أن زيارة العليمي إلى أبوظبي كان من أجل الحصول على دعم مالي للتعامل مع الأزمة المالية الحالية التي تعد غير مسبوقة نتيجة استمرار توقف تصدير النفط منذ أكثر من عامين، ضمن تداعيات الصراع بين الحكومة المعترف بها وجماعة الحوثي. 

لكن هذه الزيارة اصدمت بعدم اهتمام فعلي من قبل القيادة الإماراتية التي أوفدت وزير العدل عبدالله سلطان النعيمي لاستقبال العليمي في مطار أبوظبي. 

واللافت أن العليمي لم يعقد أي مباحثات مع مسؤولين إماراتيين سواء من قيادات الصف الأول أو الثاني، رغم إن برنامج الزيارة المعلن كان بهدف لقاء رئيس الدولة محمد بن زايد. 

وبعد أيام من زيارته، قام العليمي بزيارة ما تسمى "واحة الشهداء " ، وكال المديح للإمارات التي قال إنها" قدمت الشهداء من أجل نصرة الشعب اليمني". 

وربما هذه الزيارة إلى تأتي وفق رغبة إماراتية لإيصال رسائل بأنها قدمت "تضحيات " في أزمة اليمن، ما يستلزم الحصول على عائد من ذلك. 

وبدلا من تقديم التهنئة وجها لوجه كونه متواجدا في أبوظبي أرسل العليمي برقية نصية إلى محمد بن زايد بمناسبة اليوم الوطني للإمارات. 

لماذا الإهمال؟ 

ثمة من يشير إلى إهمال إماراتي للعليمي في زيارته إلى أبوظبي، خصوصا أن رئيس الدولة التقى مسؤولين من دول أخرى قدموا إلى الدولة بعد أن وصل رئيس مجلس القيادة الرئاسي. 

فبعد يومين من وصول العليمي، وصل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أبوظبي والتقى في نفس اليوم مع بن زايد ، وحظي باستقبال رسمي كبير مع إقامة مأدبة عشاء تعبيرا عن التقدير الإماراتي للزيارة. 

 وفي الوقت الذي استقبل العليمي وزير العدل، كان رئيس الدولة بن زايد في مقدمة مستقبلي بن سلمان في المطار. 

ويبدو أن الملف اليمني حاليا لم يعد يحظى بذلك الاهتمام الإماراتي أو السعودي، وإلا كان من المفترض عقد لقاء ثلاثي بين العليمي وبن زايد وبن سلمان. 

وربما يشير الإهمال الإماراتي لزيارة العليمي إلى وجود خلافات في بعض القضايا بين قيادة الإمارات ورئيس مجلس القيادة الرئاسي. 

أو وجود خلافات بين العليمي والأذرع الشخصية للإمارات في اليمن كطارق صالح وعيدروس الزبيدي وغيرهم. 

وما قد يؤكد الإهمال الإماراتي لزيارة العليمي وتطورات أزمة اليمن ، هو عقد بن زايد مباحثات يوم أمس الخميس مع رئيس السنغال باسيرو دوماي في قصر الشاطئ بالعاصمة أبوظبي.

لقاء طارق بدلا من بن زايد؟

في ختام زيارته إلى الإمارات، قام العليمي بزيارة إلى عضو مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح المحسوب على أبوظبي والذي يتلقى العلاج هناك بعد إصابته مؤخرا في حادث مروري على طريق الخوخة - المخا. 

ولا يستبعد أن تكون زيارة طارق من قبل العليمي بإرشاد من الإمارات التي ترى العميد صالح بأنه محور اهتمامها الأول في اليمن. 

وربما هذا قد يشير إلى أن العميد طارق قد يكون الذراع الأكثر أهمية للإمارات في اليمن ، وهذا قد يعزز سردية أن صالح أصبح يحظى باهتمام إماراتي أكبر من المجلس الانتقالي إذا ما تم المقارنة بين ذراعي أبوظبي في اليمن.