العربي نيوز:

حسم وزير في الشرعية اليمنية، الجدل المثار بشأن انباء وصول قوات امريكية الى محافظة شبوة بطائرات شحن عسكرية هبطت في مطار عتق، خلال الايام الماضية، وكشف حقيقة ما تتداوله وسائل اعلام محلية بهذا الشأن وتفاصيل مثيرة.

جاء هذا في تصريح ادلى به وزير النقل السابق في الحكومة الشرعية، صالح الجبواني، ونشره على حسابه الرسمي بمنصة إكس (تويتر سابقا)، أكد فيه وصول طائرات عسكرية من دولة الإمارات إلى محافظة شبوة، بشكل متوالٍ خلال الأيام الماضية.

وقال المهندس الجبواني: "يتوالى وصول الطائرات العسكرية من الإمارات إلى عتق بمحافظة شبوة خلال الأيام الماضية، وأبعدت عن مواقع هبوطها حتى القوات التابعة لها في المحافظة". في اشارة لمليشيا "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات.

لكن الجبواني الذي يشغل موقع نائب رئيس مجلس محافظة شبوة الوطني تساءل في تصريحه المثير للجدل، الأربعاء (20 نوفمبر): "هل الطائرات إماراتية أم (أجنبية) وما الهدف من وصولها وماذا تحضّر الإمارات لفعله في شبوة أكثر مما فعلت؟".

مشبها مليشيا "الانتقالي" التي سيطرت على شبوة نهاية 2021م بـ "قوات الدعم السريع" (السودانية) بقيادتها الميدانية الإماراتية وقيادتها الجنوبية التي سماها "حميدتي اليمن"، وأنها "ربما تتحضر لعمل ما، ويقودوا البلاد لمصير السودان إن لم يكن أسوأ".

لكن الجبواني رأى أن مليشيا "الانتقالي الجنوبي" اخطر من مليشيا الجنجويد (الدعم السريع) في السودان، قائلا: "الفرق أن السودان يمتلك جيشا وقيادة حقيقية على الأرض أما نحن فحدث ولا حرج". في اشارة إلى تعدد التشكيلات العسكرية المدعومة من التحالف.

شاهد .. وزير يحسم جدل القوات الامريكية بشبوة

وتأتي رحلات الطائرات العسكرية من الامارات الى شبوة، متزامنة مع انباء عن اشتراك الامارات في تحالف عسكري امريكي خليجي، للتصدي لهجمات الحوثيين المتواصلة بزعم "منع مرور سفن الكيان الاسرائيلي وسفن الشركات والدول المرتبطة به".

في السياق، سبق أن ابلغ الرئيس الامريكي دونالد ترامب اثناء ولايته الرئاسية الاولى (2016-2020م) مجلس الكونجرس بأنه "امر بزيادة عدد القوة العسكرية المتواجدة في اليمن"، معلنا أن "قوات امريكية محدودة تتواجد في ابين وشبوة لمكافحة الارهاب".

وأعلنت الولايات المتحدة الامريكية، رسميا، ولأول مرة، حجم قواتها العسكرية المتواجدة في اليمن، ومواقع تواجدها، والاهداف من نشرها في اليمن، وتوجهاتها المستقبلية بشأن زيادة عددها وتوسيع مهامها.

أكدت هذا قناة "الحدث- العربية" السعودية، في تقرير بثته الثلاثاء (21 فبراير 2023م) تحدث عن امتلاك الولايات المتحدة الامريكية قواعد عسكرية في اليمن، نقلا عن مصادر مسؤولة في وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون).

وذكرت القناة، نقلا عمَّا سمته "مصادر في البنتاغون"، قولها: إن واشنطن تحتفظ بقاعدتين تتبعان CIA في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، شرقي وجنوبي اليمن.

مضيفة: إن "إحدى القاعدتين تتمركز في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت شرقي اليمن، فيما لم تكشف عن القاعدة الأخرى التي يرجح أنها في العند بمحافظة لحج جنوبي البلاد". حسب القناة.

ونقلت قناة "الحدث- العربية" السعودية، عن مصادرها في وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) مبررات لانتشار القوات العسكرية الامريكية في اليمن، بأنها تأتي في اطار "مكافحة الإرهاب". حد زعمها.

جاء هذا الاعلان، عقب اسبوع على لقاء عقده وزير الداخلية اللواء الركن ابراهيم حيدان مع مسؤولين امنيين امريكيين رفيعي المستوى، متخصصين في ما يسمى "مكافحة الارهاب" وتنظيمي "القاعدة" و"داعش".

ونقلت وكالة الانباء اليمنية الحكومية (سبأ) عن اللقاء الذي عقد في العاصمة السعودية الرياض، أنه "تعزيز التنسيق الأمني في مجال مكافحة التنظيمات الإرهابية" بالتزامن مع ظهور تصريحات لقيادات تنظيم القاعدة.

وفقا للوكالة فإن اللقاء ضم القائم بأعمال منسق مكافحة الإرهاب بوزارة الخارجية الأمريكية كريستوفر لاندبرغ ونائب المبعوث الخاص للتحالف الدولي لهزيمة داعش إيان مكاري والسفير الأمريكي لدى اليمن ستيفن فاجن.

وعزز هذا الانتشار للقوات الامريكية، وتوقيت اعلان وزارة الدفاع الامريكية عنه، بنظر مراقبين للشأن اليمني "يعزز مواقف جماعة الحوثي الانقلابية وكذلك تنظيم القاعدة، ودعاويهم بأنهم يقاتلون غزوا واحتلالا اجنبيا للبلاد".

تتابع هذه التطورات، بعدما ضغط التحالف بقيادة السعودية والامارات، على الرئيس هادي لاقالة محافظ شبوة محمد بن عديو، وتعيين البرلماني المؤتمري عوض محمد بن الوزير العولقي، محافظا لشبوة نهاية 2021م.

جاء ضغط التحالف إثر تجديد محمد بن عديو مطالبة القوات الاماراتية علنا بإخلاء منشأة وميناء بلحاف لاستئناف تصدير الغاز اليمني المسال، الذي تعطله باتخاذ المنشآة قاعدة عسكرية لقواتها منذ 2016م.

تفاصيل: 

شاهد أخر قرار لمحافظ شبوة محمد بن عديو (وثيقة)

سبق قرار إقالة عديو في ذروة عطائه، عودة عوض بن الوزير العولقي من اقامة طويلة لست سنوات في الامارات الى شبوة، وحشده القبائل بالاموال الاماراتية وشن حملة استهداف واتهامات وتحرض ضد محافظ شبوة محمد بن عديو.

وترافق قرار اقالة عديو وتعيين العولقي، مع دفع التحالف بقوات "العمالقة الجنوبية" ما يسمى "دفاع شبوة" (النخبة الشبوانية سابقا) الى دخول محافظة شبوة، تحت غطاء ما سمي "عاصفة الجنوب" وبزعم "تحرير ثلاث مديريات في شبوة من الحوثيين"، رغم ان الاخيرين كانوا قد انسحبوا منها، فعليا.

رأى مراقبون للشأن اليمني حينها، أن "ضغط التحالف بقيادة السعودية والامارات لتغيير ابن عديو، رغم ما يحظى به من شعبيه ونجاحه في بسط الامن والاستقرار واستمرار عجلة التنمية، لمطالبته بإخلاء منشآة وميناء بلحاف لتصدير الغاز؛ يأتي في سياق توجه التحالف لتبني تقسيم حكم اليمن بين نظام عفاش والانتقالي".

منوهين إلى أن "جناح الرئيس السابق علي صالح عفاش في المؤتمر الشعب والمجلس الانتقالي الجنوبي، يلتقيان في الولاء الى الامارات، وسبق ان اعلنا الشراكة في اسقاط الشرعية بالمحافظات المحررة والحوثيين بمناطق سيطرتهم، بدعم مباشر من التحالف، ضمن توجه لتمكين نظام عفاش شمالا والانتقالي جنوبا".

وحذروا حينها (ديسمبر 2021) مما حدث لاحقا "خطوات متوقعة من جانب التحالف لإسقاط قيادات الشرعية، المحلية والعسكرية والامنية في باقي المحافظات المحررة، بما فيها مارب، ضمن توجه التحالف المريب المدعوم من دول كبرى في مجلس الامن تطرح الغاء القرار 2216 ومرجعيات الشرعية".

تفاصيل:

محمد عديو يعود لواجهة المشهد بهذا التصريح الهام 

يشار إلى أن محافظة شبوة فقدت الامن والاستقرار الذي تفردت به قبل اقالة محمد بن عديو، ونقلت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" بنزعتها المناطقية والعنصرية واقع الانفلات الامني الذي تعاني منه عدن وعدد من مدن المحافظات الجنوبية، وتصاعدت وتيرة الاعتداءات على المواطنين وممتلكاتهم وجرائم الاغتيالات والاعتقالات والتفجيرات.