شروين المهرة:

على الرغم من أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية تقتصر على يوم واحد فقط في بداية نوفمبر من كل أربع سنوات، إلا أن العملية الانتخابية نفسها تبدأ قبل ذلك بكثير، حيث تبدأ الحملات الانتخابية عادة في العام الذي يسبق الانتخابات وتستمر حتى يوم الاقتراع. في هذا اليوم، يتوجه المواطنون إلى صناديق الاقتراع للتصويت لممثليهم، حيث يعتمد إعلان الفائز على نتائج التصويت في “مجمع الانتخابات”، وهو آلية فريدة لاختيار الرئيس الجديد.

في اليوم التالي لإغلاق صناديق الاقتراع، تبدأ النتائج الأولية بالتدفق من مختلف الولايات، وعادة ما يتم الإعلان عن الفائز بعد ساعات أو أيام قليلة. الفائز هو المرشح الذي يحصل على 270 صوتًا أو أكثر من أصوات المجمع الانتخابي، وهو الرقم الذي يضمن له الفوز في السباق الرئاسي.

لكن رغم أن الانتخابات نفسها تقتصر على يوم واحد، فإن الفترة التي تلي إعلان الفائز تشهد عملية انتقالية رسمية تبدأ بإقامة “حفل التنصيب” في 20 يناير من العام التالي للانتخابات، وهو الحدث الذي يتم فيه تسليم السلطة بشكل رسمي من الرئيس المنتهية ولايته إلى الرئيس المنتخب. في هذا اليوم، يؤدي الرئيس الجديد اليمين الدستورية، ويبدأ مهامه رسميًا من خلال تسلمه للسلطة والمسؤوليات التي يترتب عليها قيادة البلاد.

لحظة التنصيب تشهد أيضًا تقليدًا ديمقراطيًا مهمًا، حيث يبدأ الرئيس المنتخب في العمل مع فريقه الانتقالي لتعيين كبار المسؤولين، بما في ذلك الوزراء والمسؤولين الحكوميين الذين سيتعاونون معه خلال فترة حكمه. ويستمر الرئيس المنتخب في إعداد استراتيجياته الحكومية، ويبدأ في تحضير أولوياته السياسية، بينما ينتظر الأمريكيون والعالم أجمع بداية المرحلة الرئاسية الجديدة.

من جهة أخرى، لا تقتصر مسؤوليات الرئيس المنتخب على تنصيبه فقط، بل تتطلب أيضًا تعاونًا من الرئيس المنتهية ولايته، الذي يُتوقع منه القيام بعدد من المهام بعد خسارته الانتخابات. الرئيس الخاسر مطالب أولًا بقبول نتائج الانتخابات والإقرار بفوز الرئيس الجديد، ثم التعاون في تسهيل عملية انتقال السلطة بشكل سلمي وآمن. تشمل هذه العملية تبادل المعلومات الضرورية بين الفرق الانتقالية للرئيسين، لتسهيل بدء عمل الحكومة الجديدة من دون عراقيل، وضمان استمرارية الأنظمة والقرارات الحكومية دون انقطاع.

عند انتهاء هذه الإجراءات، يبدأ الرئيس الجديد في ممارسة سلطاته، وهو اليوم الذي يشهد بداية فترة جديدة من القيادة، مع تنفيذ السياسات الحكومية المحلية والدولية التي وعد بها في حملته الانتخابية.

تابعوا شروين المهرة على