تفاصيل الخبر | اهم الاخبار
من هو الاستاذ الجامعي اليمني الذي قتل بغارة إسرائيلية في سوريا؟
269 قراءة  |

"يعطيك ألف عافية د.شوقي عن جد، خليتني حب الصيدلة وحب إني أتعلم، شكراً إلك على كل شي". كانت هذه الكلمات جزء من رسالة امتنان بعثتها طالبة سورية لأستاذها الجامعي اليمني، الذي درّسها في الجامعة.

كان الدكتور شوقي العودي، 45 عاماً، يعتزم زيارة والديه وإخوته في اليمن بعد حوالي أسبوعين تقريباً. هذا ما ذكره خلال اتصال هاتفي له مع والديه وأخيه الأصغر حسين. لكن حسين ووالديه فُجعوا كما طلابه بسماع خبر وفاة شوقي وكافة أفراد أسرته، مساء الثلاثاء 8 أكتوبر/ تشرين الأول، إثر غارة إسرائيلية استهدفت مبنى سكنياً، في حي "المزّة" وسط العاصمة السورية دمشق.

يقول حسين العودي، 28 عاماً: "كان أخي الدكتور شوقي سيذهب في رحلة لأداء العمرة في مكة ثم يأتي لزيارتنا في مدينة إبّ اليمنية. فقد مر علينا حوالي عام كامل منذ أن رأيناه في آخر زيارة له إلى اليمن".

وكان الدكتور الجامعي، العودي، قد شارك منشوراً على حسابه على فيسبوك في فبراير/ شباط 2021، وضع فيه صورة لمجموعة من الرسائل التي تلقاها من طلابه الذين درّسهم في قسم الصيدلة في الجامعة الدولية الخاصة، وعلق عليها بعبارة "من أفضل من درّستهم في سوريا.. أتمنى لكم التوفيق".

وقد لقي منشوره هذا تفاعلاً كبيراً من طلابه سواء من درسهم في سوريا مؤخراً، أو في اليمن عندما كان يعمل استاذاً للصيدلة السريرية بجامعة ذمار. اتفق جميع طلابه على أن "كل كلام مدح وشكر يُعد قليلاً بحقه سواء كمحاضر مُتمكن في مجاله العملي، أو كشخص راقٍ في تعامله الشخصي، وأخلاقه مع الجميع زملاء كانوا أو طلاب".

وتقول الصيدلانية دانة إيمان مارديني، إحدى الخريجات، اللاتي درّسهن الدكتور شوقي، إنه رحمة الله عليه، "ما ينرمى حتى بالورد، فكيف بيموت في حادث قصف إسرائيلي".

وتضيف دانة، التي تعمل حالياً في صيدليتها الخاصة في منطقة صحنايا في ضواحي دمشق "ترك وغادر بلاده هرباً من الحرب ليموت في سوريا بسبب الحرب أيضاً".

وقد نعت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي السورية واتحاد طلاب الجامعة السورية الخاصة، الدكتور العودي وأفراد أسرته، وقال الاتحاد في بيان على فيسبوك "ببالغ الحزن والأسى تنعى قيادة فرع الاتحاد في الجامعة السورية الخاصة استشهاد الدكتور شوقي العودي أحد أعضاء الهيئة التدريسية في كلية الصيدلة في الجامعة، وزوجته وأطفاله إثر العدوان على دمشق".

كما نعت جامعة ذمار اليمنية، ونقابة الصيادلة اليمنيين، أستاذ الصيدلة السريرية السابق بالجامعة، الدكتور شوقي العودي. وأدان بيان صادر عن الجامعة الهجوم ووصفه بـ"الجريمة النكراء". ورفع البيان التعازي لأسرته وجميع زملائه وتلامذته ومحبيه.

وقالت وكالة "سانا" السورية، إن "العدوان الإسرائيلي نفذ هجوماً عند الساعة الثامنة والربع من مساء الثلاثاء، وأطلق ثلاثة صواريخ اتجاه الجولان السوري المحتل، مستهدفاً مبنى سكنياً وتجارياً في حي المزة المكتظ بالسكان، ما أسفر عن سقوط 18 مدنياً، بينهم 7 قتلى و11 جريحاً".

وبينما قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن القصف استهدف اجتماعاً لمسؤولين في "فيلق القدس" الإيراني وحزب الله اللبناني في حي المزة بدمشق، نفت السفارة الإيرانية بدمشق وجود قتلى وجرحى إيرانيين جراء القصف.

يقول شقيقه، حسين العودي، الذي يعمل في مجال العلاقات العامة مع واحدة من أكبر شركات سلاسل الصيدليات في اليمن: "كان آخر اتصال لي معه قبل حوالي 3 ساعات من الحادثة، إذ أن أخي الدكتور شوقي، رحمه الله، دائم التواصل مع والدي للاطمئنان عليهما. لا يزال والدي في حالة صدمة. كما أن أمي لم تتوقف عن البكاء، كلنا مصدومون لفقدانه. ولا أستطيع تخيل أنني لن أراه بعد اليوم".

ويضيف: "علمنا بخبر القصف من وسائل الإعلام، وحاولنا التواصل مع أخي وزوجته، لكن أحداً لم يرد علينا، شعرنا بالقلق وحاولنا البحث عن أي يمني يعيش في دمشق ليطمئننا عليه، وبعد 3 ساعات اتصل بنا أحدهم ليؤكد لنا الخبر".

وفور انتشار الخبر، بدأ حسين وإخوته بتلقي الاتصالات والتعازي من الأقارب والأصدقاء، ومن الطلاب في سوريا واليمن. تلقت العائلة عشرات الاتصالات والرسائل والمنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، يروي حسين: "هذا جعلني أدرك أن الأمر قد حدث فعلاً وأنني فقدت من كنت أعتبره والدي الثاني".

وينحدر الأكاديمي اليمني من قرية ذي الدرب في منطقة العود بمديرية النادرة، جنوب شرق محافظة إب، وسط اليمن. وكان متزوجاً من إقبال أحمد العودي، وله ثلاث بنات، التوأم بيان وليان، 4 سنوات ولين، التي كانت ستطفئ شمعتها الثالثة بعد 3 أيام.

والدكتور شوقي هو الأخ الثاني بين ستة من الأبناء الذكور وشقيقة واحدة. وكان أقرب إخوانه إلى والديه، ولقربه منهما اعتاد أن يزورهما مرة على الأقل كل عام.

وقد درس الصيدلة السريرية في كلية الصيدلة بجامعة عين شمس في القاهرة، كما حصل على درجة الدكتوراه في علم الأدوية والسموم من كلية الصيدلة بجامعة القاهرة.

وبعد تخرجه، عمل أستاذا مساعدا في كلية الطب البشري بجامعة ذمار، كما شغل منصب رئيس قسم الصيدلة في جامعة أزال الخاصة في العاصمة اليمنية صنعاء، ومدرسا لمادة الصيدلة السريرية في العديد من الجامعات اليمنية الحكومية والخاصة.

وكغيره من أصحاب الكفاءات اليمنية، اضطر الدكتور العودي، إلى مغادرة اليمن عام 2019 سنوات بحثا عن فرصة أفضل للعيش، بعد تفاقم الحرب وتردي الأوضاع في اليمن وانعدام رواتب الموظفين، ليستقر به الحال في العاصمة السورية دمشق، التي رحبت به واحتضنته ككفاءة علمية في جامعاتها، حيث عمل هناك استاذا في العلوم الصيدلانية في الجامعة الدولية الخاصة وكذلك الجامعة السورية الخاصة.

تقول دانة، خريجة بكالوريوس صيدلة سريرية من الجامعة الدولية الخاصة في دمشق عام 2021. "كنت محظوظة لأن الدكتور شوقي كان مشرفا على مشروع التخرج الخاص بي. فقد جمع بين الخلق والعلم، كان غاية في الذوق والأدب والأخلاق ومتمكن علميا ومهنيا ومتعاون مع الطلاب لأقصى درجة".

وتضيف: "على الرغم من انشغالاته الأسرية ومع زوجته، التي كانت وضعت أول توأم لهما بعد انتظار دام لسنوات، إلا أنه كان ينزل معنا شخصيا في زياراتنا الميدانية على المستشفيات، خلال فترة إعداد البحث، وكم ساعدنا في ترجمة المقالات والمراجع الخاصة والمتعلقة بالبحث من اللغة الانجليزية إلى العربية والعكس، كون دراستنا كانت باللغة الانجليزية، مع أن هذا ليس جزءا من عمله".

وقد شيع مئات السوريين وبعض أبناء الجالية اليمنية الصغيرة في دمشق، ظهر الخميس، الدكتور شوقي وزوجته وبناته بعد الصلاة عليهم في جامع دوما الكبير، بمنطقة دوما. وكان محبوه في دمشق قد دعوا الناس للحضور والمشاركة في الجنازة كونه "لا أهل له ولا أقارب" في العاصمة السورية.

كما شارك العشرات من أصدقاء وزملاء وطلاب العودي في العزاء الذي أقيم بمشاركة من الاتحاد الوطني لطلبة سورية - فرع الجامعة السورية الخاصة في صالة نقابة الأطباء في دمشق، وفي اليمن تقبل والد الدكتور وإخوته العزاء، الذي حضره الآلاف، لمدة 3 أيام في مدينة إب مسقط رأس الدكتور.

لكن الصيدلانية دانة، ووالدا الدكتور وشقيقه حسين، يصرون بالقول: "عزاؤنا أنه مات شهيدا هو وأسرته، وسيذهب إلى جنات الخلد، حيث جزاء كل من يحمل قلبا وروحا نقيين كقلب الدكتور شوقي".

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك
بران برس | 1017 قراءة 

وضع البنك المركزي في مدينة عدن المعلنة عاصمة مؤقتة للبلاد (جنوبي اليمن)، الخميس 31 يوليو/ تموز، قيو


حشد نت | 986 قراءة 

المقاومة الوطنية تُكبّد مليشيا الحوثي خسائر بشرية ومادية في جبهة الحديدة


المشهد الدولي | 872 قراءة 

من فضائح الفساد التي تمارسها مافيا الفساد في اليمن .. فتحي بن لزرق يكشف عن خبر سيكون صاعقة لهذه الما


بران برس | 837 قراءة 

أفادت مصادر مصرفية في مدينة عدن المعلنة عاصمة مؤقتة للبلاد (جنوبي اليمن)، الخميس 31 يوليو/تموز 2025


بران برس | 730 قراءة 

أقرت السلطات المحلية في محافظة أرخبيل سقطرى (شرقي اليمن)، الخميس 31 يوليو/تموز 2025م، تسعيرة جديدة ل


مأرب برس | 683 قراءة 

سعر صرف الريال السعودي مقابل الريال اليمني في عدن و صنعاء، ظهر اليوم الخميس 31/7/2025 الأسعار في عدن


نافذة اليمن | 669 قراءة 

اصدر البنك المركزي اليمني في عدن توجيهات جديدة بشان تحديد سعر شراء وبيع العملة الوطنية (الريال) وذلك


المرصد برس | 565 قراءة 

تعميم جديد لجمعية الصرافين بالتنسيق مع البنك المركزي الاخوة / شركات ومنشآت الصرافة الصرافة   &#


نيوز لاين | 515 قراءة 

الريال السعودي ينخفض إلى مستوى غير مسبوق أمام الريال اليمني


مأرب برس | 458 قراءة 

أصدرت المحكمة العسكرية المركزية التابعة لمليشيا الحوثي حكمها في القضية رقم 27 لسنة 1445هـ بحق آ«الخا