عدن حرة/ محمد المسبحي

حب الوطن والتضحية من أجل رفعته وازدهاره خاصية لا يمتلكها إلا قلة من البشر .. ولعل المهندس محمود محمد طرموم، واحد من أولئك الرجال الأخيار والأبناء الأبرار الذي افنوا حياتهم في خدمة الوطن ونهضته..

يعد المهندس محمود طرموم أحد كوادر مدينة عدن، من مواليد الشيخ عثمان عام 1944م- تلقى مراحل دراسته الابتدائية في عدن، حصل على عدة مواضيع علمية وأدبية في «شهادة الثقافة العامة» GENERAL CERTIFICATE OF EDUCATION من جامعة لندن عام 1962م عقب إكماله الدراسة الثانوية في كلية عدن وأمضى بعد ذلك عامين إضافيين، ووفق في الحصول على بعض المواضيع في شهادة الثقافة العامة في «المستوى العالي» ADVANCE LEVEL بعد اجتيازه «المستوى العادي» ORINARY LEVEL وذلك في العام 1964م.

غادر طرموم عام 1964 إلى بريطانيا لدراسة الهندسة الميكانيكية وحصل على بكالوريوس بمرتبة الشرف B.Sc (Hons واصبح عضوا منتخباادي لدى مؤسسة المهندسين الميكانيكيين في 1976م وتم تسجيله «مهندس قانوني» كما منحه «مجلس المؤسسات الهندسية» (CEI) البريطاني ذات الصفة في 1983م وهي أعلى مرتبة هندسية في بريطانيا، وذلك قبل أن يكمل عامه الأربعين وذلك كدليل على نبوغه.

في 1968م التحق الفقيد بشركة مصافي الزيت البريطانية (B.P) التي أصبحت شركة مصافي عدن (ARC) وبعد عام واحد التحق بالهيئة العامة للقوى الكهربائية وعمل فيها مهندساً للصيانة الميكانيكية وكبير مهندسي الهيئة، وفي 1977م عندما عين قائماً بأعمال الرئيس التنفيذي للهيئة وفي عهده شهد قطاع الطاقة الكهربائية تطوراً نوعياً ملحوظاً في العاصمة عدن والمحافظات الأخرى وكان له الفضل في انتشال القطاع من الأزمة التي واجهته منذ بدء تلك الفترة.

عين المهندس محمود طرموم مساعداً لنائب وزير الطاقة والمعادن خلال الفترة 1982 - 1986م وعين في العام 1986م نائباً لوزير الطاقة والمعادن لشؤون الكهرباء والمياه، وانتخب عضواً في مجلس الشعب الأعلى عام 1978م وأعيد انتخابه عام 1986م وكان خلال الفترتين عضواً في اللجنة الاقتصادية للمجلس.. في1989م منحته هيئة رئاسة مجلس الشعب الأعلى وسام الاستقلال 30 نوفمبر تقديرا لدوره في خدمة وطنة حتى لحظة وفاته.

خلّف الفقيد طرموم ولدين (مازن) و (وائل) ورصيداً اجتماعياً وعلمياً ورصيداً مماثلاً في احترام شرف المهنة وحب الوطن.

انتقل الفقيد طرموم الى جوار ربه في 30 سبتمبر 1989م بموسكو عن عمر ناهز الـ (45) عاماً وجرت له مراسيم تشييع إلى مثواه الأخير بمقبرة المنصورة.