كشف الباحث والصحفي المتخصص في شؤون التنظيمات الإرهابية، محمد بن فيصل، عن توغل تنظيم القاعدة في محافظة أبين تحت غطاء "ألوية العمالقة الجنوبية"، مما أدى إلى سلسلة من الاختراقات الأمنية الخطيرة. جاء ذلك بعد العملية الإرهابية التي وقعت ظهر اليوم في نقطة مفرق القوز بمديرية مودية، والتي أسفرت عن مقتل قائد الحزام الأمني في المحفد ومرافقيه وإصابة عدد من أفراد النقطة الأمنية.

تشير التقارير إلى أن عناصر من تنظيم "أنصار الشريعة"، جناح القاعدة في جزيرة العرب، تمكنت من اختراق صفوف القوات الجنوبية، بما في ذلك ألوية الدعم والإسناد وألوية العمالقة الجنوبية. وقد مكنت هذه الاختراقات التنظيم من تنفيذ هجمات على مواقع عسكرية وأمنية حساسة، كما حدث في العملية الإرهابية اليوم.

في تغريدة نشرها على صفحته الرسمية بمنصة "إكس"، علق محمد بن فيصل على الحادثة، قائلاً إن تنظيم القاعدة يحاول باستمرار التسلل إلى محافظة أبين تحت شعارات "ألوية العمالقة الجنوبية".

 وأضاف: "ليس كل مرة تسلم الجرة"، في إشارة إلى استخدام القاعدة لطقم عسكري يحمل شعارات العمالقة للمرور عبر النقاط الأمنية.

من جانبه، أشار الناشط الخضر المسقعي إلى أن هذه الاختراقات الأمنية المتكررة تعود لغياب قيادة عسكرية مؤهلة قادرة على تقييم المخاطر في المناطق التي تنتشر فيها العناصر الإرهابية.

وأكد أن حادثة مفرق القوز كانت نتيجة واضحة لهذا القصور، حيث استخدم قادة إرهابيون من تنظيم القاعدة طقماً عسكرياً يحمل شعارات ألوية العمالقة الجنوبية لتسهيل مرورهم عبر النقاط الأمنية. إلا أن قائد حزام المحفد المتواجد في المفرق تمكن من كشفهم وواجههم بإطلاق النار، مما أدى إلى استشهاده ومرافقيه، في حين قتل جميع العناصر الإرهابية في الطقم.

وأضاف المسقعي أن هناك عناصر من أبناء المحفد ومودية وأبين بشكل عام، ممن ينتمون لتنظيم القاعدة، قد استغلوا انخراطهم في ألوية العمالقة خلال السنوات الماضية لتنفيذ عمليات نقل وتحركات للتنظيم عبر النقاط الأمنية. 

وأكد أن هذه العمليات كانت متكررة ومشهودة، مما يثير تساؤلات حول غياب المتابعة والمحاسبة من قبل القيادات الأمنية.

وفي ختام حديثه، حذر المسقعي من أن استمرار هذه الأخطاء الأمنية والاختراقات دون تصحيح قد يؤدي إلى مزيد من الخسائر في صفوف القوات الجنوبية. 

ودعا إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد أي قائد أو ضابط يثبت تعاونه مع العناصر الإرهابية، مشدداً على ضرورة تعزيز الحس الأمني وتقييم الموقف العسكري بشكل مستمر لتجنب تكرار مثل هذه الاختراقات.

وأشار إلى أن مرور أطقم العمالقة في الشوارع والأسواق وهي ترفع أناشيد جهادية لتنظيم القاعدة يثير قلق المواطنين، ويطرح تساؤلات حول غياب الرقابة والتوجيه المعنوي داخل ألوية العمالقة الجنوبية.