يمن إيكو|أخبار:

أدانت وزارة السياحة ومجلس الترويج السياحي في حكومة صنعاء، إقدام قوات من وصفتهما “الاحتلال الإماراتي” بإنشاء معسكر تابع لها في محمية شرمة – جثمون الطبيعية بمحافظة حضرموت، والتي تعد أحد أهم المحميات الطبيعية اليمنية للسلاحف النادرة والمهددة بالانقراض في العالم، محذرة في الوقت نفسه من استنزاف قوات التحالف للثروات الطبيعية في هذه المحمية.

وأشارت الوزارة والمجلس، في بيان مشترك، إلى أهمية المحمية التي تمثل موطناً هاماً للسلاحف الخضراء، والسلاحف صقرية المنقار، وهي من بين أهم الكائنات الحية النادرة والمهددة بالانقراض من كوكب الأرض، والتي تتخذ من شواطئ المحمية موقعاً ملائماً للتعشيش ووضع البيض.

واستنكر البيان، الذي نشرته وكالة الأنباء الرسمية “سبأ” التابعة لحكومة صنعاء، ورصده موقع “يمن إيكو”، “قيام قوات مدعومة من الإمارات بفرض سيطرتها على هذا الموقع الحيوي، ضمن مساعيها لعسكرة المواقع السياحية والمحميات الطبيعية اليمنية، في انتهاك صارخ للسيادة الوطنية اليمنية، والقوانين والأعراف الدولية الداعية لحماية المواقع والمحميات الطبيعية في العالم، والحفاظ على التنوع البيولوجي والبيئي فيها، ومكوّنات منتجها السياحي الفريد باعتبارها إرثاً طبيعياً عالمياً”.

وحمّل البيان “القوات الإماراتية والأطراف المدعومة منها مسؤولية عسكرة المحمية الطبيعية، التي تُنذر بتصعيد خطير يستهدف الوضع الأمني وحياة المواطنين، وما قد تتعرض له المحمية من مخاطر تهدد تراثها الطبيعي ونظامها البيئي الحيوي، والكائنات الحية النادرة والمهددة بالانقراض فيها”.

ودعا البيان “المنظمات الدولية إلى سرعة التحرك لإنقاذ المحمية، التي تم الإعلان عنها في عام 2001م، كمحمية طبيعية وموطن للسلاحف المهددة بالانقراض، ووقف جميع الجرائم والأنشطة المدمرة، التي تهدد الحياة البحرية، كأهم البيئات البحرية الطبيعية، والعمل على إيقاف الانتهاكات والأعمال التخريبية والمطالبة بإيقاف إنشاء المعسكر في المحمية وكافة المحميات والجزر والموانئ اليمنية”.

وأشاد البيان بـ “مواقف قبائل حضرموت وأبنائها الشرفاء في التصدي للإغراءات الإماراتية، والوقوف ضد هذه الانتهاكات التي تستهدف محميات اليمن ومواقعه الطبيعية والتراثية العالمية كجزء من المكون السياحي اليمني الغني، وعدم السماح بمثل هذه الجرائم، وإنشاء معسكرات فيها، التي تعد أهم محمية طبيعية عالمية للسلاحف النادرة، ومتنفساً طبيعياً لها ولأسرها”.

كما دعا البيان الإعلاميين والناشطين وحماة البيئة والجهات المعنية للحكومة اليمنية، والمنظمات المحلية والدولية، إلى “تحمل مسؤولياتهم في إدانة مثل هذه الجرائم والانتهاكات”.

وحذّر بيان وزارة السياحة ومجلس الترويج السياحي في صنعاء “من مغبة استنزاف قوى التحالف للثروات الطبيعية في المحمية، وغيرها من المحميات والجزر، وبخاصة الكائنات الحية النادرة كالسلاحف البحرية والغطاء النباتي والموارد، مطالباً بوقف كافة أشكال العبث الذي طالها منذ سنوات، واحترام القوانين الرادعة لحمايتها، باعتبارها مكسباً اقتصادياً وطبيعياً لليمن عامةً ولمحافظة حضرموت خاصةً والعالم”.

وحسب ما نقلته الوكالة، تقع محمية “شرمة” إلى الشرق من مدينة المكلا – مركز محافظة حضرموت – بمسافة 135 كيلو متراً، وتُعد من أهم المواقع في اليمن لتعشيش السلاحف، حيث تحتل مساحة 30 ألف هكتار من الشواطئ والأراضي الساحلية، وتحدها من الشرق مدينة “قصيعر”، ومن الغرب منطقة “القرن”، أما شمالاً فمدينة “الديس” الشرقية، وجنوباً البحر العربي.

وأشارت إلى أن اختيار “شرمة” محميةً طبيعية، جاء ضمن الجهود والإجراءات الهادفة إلى حماية الأنواع النادرة من الكائنات البحرية التي تزخر بها، لا سيما السلاحف من أقدم الأنواع وأكثرها ندرةً.

وأضافت: “ورُشحت تلك المحمية لاحقاً ضمن برنامج الإنسان والمحيط الحيوي من قِبل اليونسكو (منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة)، بعد استيفائها الشروط والمعايير الدولية المطلوبة”.