تشهد محافظتا حضرموت والمهرة توترات ميدانية متسارعة، وسط تحركات عسكرية مكثفة وإعادة تموضع للمليشيات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، تزامناً مع استمرار عملية انسحاب القوات الإماراتية من المنطقة ومؤشرات على احتمال اندلاع مواجهات مسلحة.
تعزيزات "الانتقالي" في منطقة الخشعة
وأفادت مصادر عسكرية أن مليشيات الانتقالي دفعت خلال الساعات الماضية بتعزيزات عسكرية ضخمة إلى منطقة "الخشعة" الاستراتيجية شمال غرب مدينة سيئون. وشملت التعزيزات آليات وأسلحة متنوعة، مع نشر قطع من السلاح الثقيل في المزارع المجاورة، في خطوة وصفت بأنها إجراء احترازي تحسباً لهجمات برية أو ضربات جوية محتملة.
وتكتسب منطقة الخشعة، التي تضم مقر اللواء 37 مشاة، أهمية عسكرية بالغة باعتبارها العمق الدفاعي لوادي حضرموت؛ إذ إن السيطرة عليها تفتح الطريق لتأمين أو تهديد مناطق واسعة وصولاً إلى مدينة سيئون، ثاني كبرى مدن المحافظة النفطية.
انسحاب إمارات مستمر
على صعيد آخر، أكدت مصادر عسكرية مواصلة القوات الإماراتية عمليات انسحابها من محافظة حضرموت منذ صباح الأربعاء. وأشارت المصادر إلى أن أربع طائرات شحن عسكرية نقلت عشرات الجنود والآليات والمعدات والرادارات، في حين انسحبت ما تسمى بـ"قوات الدعم الأمني" التي يقودها "أبو علي الحضرمي" من مواقعها في الصحراء بناءً على أمر إماراتي، حيث سُلمت آلياتها لقوات الانتقالي قبل مغادرة الحضرمي مع القوات المنسحبة صوب أبوظبي.
جاهزية "درع الوطن" وتحذيرات رسمية
في المقابل، أكدت مصادر ميدانية أن "قوات درع الوطن" أكملت استعداداتها في منطقة "العبر" الحدودية، تمهيداً للتحرك صوب مدينة سيئون. ويأتي هذا التحشيد في وقت أعلن فيه المتحدث العسكري للمجلس الانتقالي الرفض المطلق للانسحاب من حضرموت والمهرة، مؤكداً جاهزية قواته للمواجهة العسكرية.
من جانبه، وجه محافظ حضرموت نداءً للمجلس الانتقالي بضرورة "التقاط الفرصة والانسحاب سلمياً"، محذراً في الوقت ذاته من اللجوء إلى العمل العسكري لإرغام تلك القوات على مغادرة المحافظة.
وتسود حالة من الترقب والقلق لدى الأوساط المحلية والميدانية من اندلاع اشتباكات عنيفة خلال الساعات القادمة، في حال استمر تمسك مليشيات المجلس الانتقالي بمواقفه الرافضة للانسحاب، مما قد يؤدي إلى صدام مباشر مع القوات الموالية للحكومة اليمنية التي تتأهب لاستعادة السيطرة على المواقع الاستراتيجية في الوادي والصحراء.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news