مجلس تعز الاقتصادي .. الفرص السانحة والملاذ الآمن !
قبل 3 دقيقة
يمثّل تأسيس وإطلاق المجلس الاقتصادي والتنموي المحلي في محافظة تعز محطة لافتة في مسار البحث عن حلول حقيقية لأزمة اقتصادية خانقة أنهكت المحافظة وأثقلت كاهل أبنائها لسنوات فالمجلس الذي يترأسه الأستاذ شوقي أحمد هائل سعيد ويضم في عضويته نخبة من القيادات الاقتصادية ورجال الأعمال من بينهم الأستاذ يوسف الكريمي رئيس مجلس إدارة بنك الكريمي للتمويل الأصغر الاسلامي والأستاذ أبوبكر أحمد عبدالله الشيباني رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات أحمد عبدالله الشيباني، يعكس توجّهًا جادًا نحو العمل المؤسسي والشراكة الفاعلة.
تعز التي تعيش تحت وطأة تضخم متصاعد واستثمارات قد تكون مفقودة وبطالة متزايدة لم تعد بحاجة إلى مزيد من تشخيص الأزمات بقدر ما تحتاج إلى مبادرات عملية قادرة على تحريك الاقتصاد المحلي ودعم مشاريع الشباب وخلق فرص عمل حقيقية تعيد الأمل لشريحة واسعة من المجتمع، ومن هنا تبرز أهمية هذا المجلس باعتباره أكثر من كيان استشاري إذ يُعوَّل عليه ان يكون منصة جامعة للحوار الاقتصادي وجسرًا يربط بين الاحتياجات التنموية والفرص المتاحة بما يسهم في تحفيز الاستثمار ودعم المبادرات الإنتاجية وتهيئة بيئة اقتصادية أكثر استقرارًا ونموًا في مختلف مديريات المحافظة.
يرى كثيرون في هذه الخطوة فرصة حقيقية لفتح أفق جديد أمام تعز والانتقال بها من حالة الركود والانتظار إلى ساحة الفعل والعمل شريطة أن يُمنح المجلس المساحة الكافية للعمل وأن يحظى بدعم مجتمعي ورسمي بعيدًا عن المناكفات والصراعات التي أضرت بسمعة المحافظة وأعاقت أي مسار تنموي جاد.
المرحلة الراهنة لا تحتمل ترف الخلافات بل تفرض مسؤولية وطنية وأخلاقية تضع مصلحة تعز فوق كل اعتبار وتدفع باتجاه توحيد الجهود وتكامل الأدوار والانفتاح على كل فكرة بنّاءة يمكن أن تسهم في إنقاذ الاقتصاد المحلي وتحسين حياة المواطنين.
الالتفاف حول المجلس الاقتصادي والتنموي، ودعم أعضائه وداعميه، ليس موقفًا شخصيًا ولا اصطفافًا ضيقًا، بل خيار عقلاني تفرضه مصلحة تعز ولعل هذا الإطلاق يشكّل بداية لمسار مؤسسي جديد يعزّز التعافي الاقتصادي ويدعم الاستقرار والسلام ويؤسس لتنمية أكثر شمولًا وعدالة، ليس في تعز وحدها بل كنموذج يمكن البناء عليه في عموم اليمن.
هذا المجلس ليس للنخب فقط بل لكل شاب يحمل فكرة ولكل امرأة تطمح لمشروع ولكل تاجر ومزارع وصانع يريد أن يعمل في بيئة عادلة ومستقرة .. هو جسر يربط الطموح بالإمكانات والحلم بالفعل والنية الصادقة بالنتائج الملموسة.
لا مكان للمناكفات ولا وقت للصراعات الجانبية ، تعز بحاجة إلى اصطفاف واسع وإلى وعي جماعي يضع مصلحتها فوق كل اعتبار .
هذه هكذا فرصة إما أن نلتف حول مشروع البناء أو نُهدر فرصة قد لا تتكرر ..
الالتفاف حول المجلس الاقتصادي والتنموي هو التفاف حول تعز نفسها ، حول مستقبل أبنائها وحقهم في الحياة الكريمة .
لتكن هذه الخطوة بداية لمسار لا تراجع عنه ، مسار يعزّز التعافي الاقتصادي ويؤسس لتنمية عادلة وشاملة ويعيد لتعز مكانتها التي تستحقها… مدينة للعمل وموطنًا للأمل .
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news