في تزامن لافت مع إعلان الإمارات رسمياً إنهاء ما تبقى من وجودها العسكري في اليمن، أجرى وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، اتصالاً هاتفياً مع نظيره الأمريكي الجديد، ماركو روبيو، لبحث آخر التطورات في الساحة اليمنية، في خطوة تُقرأ كإعادة تموضع دبلوماسي موازٍ للاختفاء العسكري.
وكان وزير الخارجية الإماراتي قد أكد خلال المكالمة – التي جرت في 18 ديسمبر 2025 – "الالتزام الراسخ لدولة الإمارات بالعمل مع الولايات المتحدة وجميع شركائها من أجل بناء سلام مستدام في المنطقة"، وفق ما أفادت به وزارة الخارجية الأمريكية .
يأتي هذا الاتصال في وقت حساس للغاية، إذ أعلنت وزارة الدفاع الإماراتية في 30 ديسمبر 2025 – أي قبل يوم واحد من نهاية العام – إنهاء ما تبقى من فرقها العسكرية في اليمن "بمحض إرادتها"، في إطار "تقييم شامل لمتطلبات المرحلة" .
ويشكّل هذا الإعلان تتويجاً لمسار بدأته أبوظبي منذ 2019، حين أنهت وجودها العسكري المباشر، لتقتصر مشاركتها لاحقاً على وحدات مكافحة الإرهاب ودعم قوات محلية .
لكن المشهد اليمني شهد خلال الأيام الأخيرة تصعيداً سياسياً غير مسبوق، فقد دعا رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، الإمارات إلى الخروج من اليمن، وطالب بوقف أي دعم عسكري أو مالي لأطراف محلية، وهو طلب دعمته السعودية صراحة في بيانٍ نادر دعا الإمارات إلى الانسحاب خلال 24 ساعة .
وفي هذا السياق، يُفهم الاتصال الإماراتي-الأمريكي كمحاولة من أبوظبي لتأكيد أنّ قرار الانسحاب ليس هروباً من الأعباء، بل إعادة توجيه للاستراتيجية نحو الدبلوماسية والوساطة، لا القتال المباشر.
كما أنّ واشنطن، بحسب تصريحات روبيو، "قلقة إزاء الأحداث الأخيرة في اليمن"، وتدعم "جهود السعودية والإمارات للتهدئة" .
غير أنّ التحدي الأكبر الذي يواجهه هذا التحوّل يكمن في الإرث الميداني للإمارات في اليمن، خصوصاً دعمها للمجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يرى فيه كثير من اليمنيين – وفق مصادر موثوقة – ذراعاً إماراتية تقوّض سلطة الدولة وتعمّق الانقسام .
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news