في تحليلٍ نقدي لافت، قدّم السياسي السعودي
تركي القبلان
قراءة عميقة لأزمات المشهد السياسي في
حضرموت والمهرة
، محذّراً من ما وصفه بـ**"التناقض البنيوي"** داخل القوى الفاعلة على الأرض، والذي قد يهدّد مستقبل المشروع السياسي بأكمله.
وقال القبلان إن الدولة – في محاولتها حسم خياراتها الاستراتيجية في شرق اليمن – تواجه
تحدياً داخلياً موازياً
: يتمثّل في
"تآكل المشروع من الداخل"
، خصوصاً داخل أروقة
المجلس الانتقالي الجنوبي
، الذي يقف على مفترق طرق تنظيمي خطير قد ينتهي إلى
انقسام علني
.
وأوضح أن جوهر الأزمة لا يكمن فقط في الخلافات الخارجية، بل في
صراع الرؤى الداخلية
بين جناحين رئيسيين:
الجناح العسكري
، الذي يرفض تقديم أي تنازلات سياسية، معتبراً إياها
"تراجعاً استراتيجياً"
،
و
التيار السياسي
، الذي يرى أن البقاء مرهون بالتحول من
"موازين القوة"
إلى
"منطق المؤسسات"
.
وبحسب القبلان، فإن هذا
التشظي الداخلي
لا يُضعف فقط قدرة المجلس على التماسك التنظيمي، بل يقوّض أيضاً
مكانته كشريك موحّد
في أي تسوية قادمة، مما يؤدي إلى
تآكل الثقة المحلية والدولية
في قدرته على قيادة مرحلة ما بعد الصراع.
“المشكلة ليست في ما يقوله الانتقالي للخارج، بل في ما لا يستطيع قوله لنفسه داخلياً”، يقول القبلان، مضيفاً:
“طالما بقي السلاح هو المرجعية، فلن تُبنى مؤسسة... ولن تُحترم دولة”.
ويُعتبر تحليل القبلان من أبرز القراءات التي تلامس
العقدة الجوهرية
في المشهد الجنوبي: هل يمكن لمشروع سياسي أن يُبنى على أساس عسكري دون توافق داخلي على رؤية سياسية مشتركة؟
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news