أكدت مصادر محلية وصول تعزيزات عسكرية كبيرة قادمة من المكلا مركز محافظة حضرموت، شرقي اليمن، لدعم صفوف ميليشيا المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالية في منطقة الوادي.
وقالت المصادر إن حوالي 35 طقمًا مدرعًا مع حافلات ومركبات مدججة بالسلاح مرت عبر منطقة العيون وعقبة عبدالله غريب، متجهة إلى وادي حضرموت.
ويأتي هذا التحرك في ظل تصاعد التوترات في جنوب اليمن بعد توسع المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيًا إلى شرق البلاد، بما في ذلك محافظتي حضرموت ومهرة، في خطوة أثارت مخاوف من زعزعة الاستقرار المحلي وتفكك التحالف الحكومي الهش الذي تأسس عام 2022.
وفي وقت سابق، اليوم الثلاثاء، أفادت مصادر مطلعة بوصول دفعة كبيرة من المدرعات والمعدات العسكرية الحديثة، اليوم الإثنين، إلى ميناء المكلا بمحافظة حضرموت، دعماً للميليشيا التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي.
وقالت المصادر إن الآليات العسكرية الجديدة سيتم توزيعها على الألوية المسلحة التابعة للمجلس الانتقالي، إضافة إلى عدد من الجبهات التي تنتشر فيها قواته.
ويأتي ذلك في ظل تصاعد التوترات الأمنية في محافظتي حضرموت والمهرة، منذ توسع انتشار قوات المجلس الانتقالي، وسط مطالبات سعودية متكررة بضرورة الانسحاب واحترام الترتيبات الأمنية القائمة وفق اتفاق الرياض. كما يحذّر مراقبون من أن حالة الفوضى الأمنية قد تفتح المجال أمام أطراف أخرى لاستغلال الوضع وزعزعة الاستقرار في المحافظتين.
ومنذ مطلع ديسمبر الجاري، فرضت قوات المجلس الانتقالي سيطرتها على محافظتي حضرموت والمهرة، اللتين تمثلان نحو نصف مساحة اليمن، بما يقارب 555 ألف كيلومتر مربع.
وشهدت محافظة حضرموت، مساء الجمعة الماضية، تصعيدًا عسكريًا جديدًا أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، إثر اشتباكات اندلعت بين قوات المجلس الانتقالي وحلف قبائل حضرموت، الذي يطالب بمنح المحافظة حكمًا ذاتيًا.
وعلى خلفية هذه التطورات، دعا رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الدكتور رشاد العليمي، تحالف دعم الشرعية إلى اتخاذ التدابير العسكرية اللازمة لحماية المدنيين في حضرموت، ومساندة القوات النظامية في فرض التهدئة. كما جدد مطالبته بالانسحاب الفوري لقوات المجلس الانتقالي من حضرموت والمهرة، وتسليم الملف الأمني لقوات “درع الوطن”، التي أُنشئت عام 2023 وتخضع لقيادته بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة.
من جهته، أكد المتحدث باسم قوات التحالف، العميد تركي المالكي، أن أي تحركات عسكرية تتعارض مع الجهود السعودية والإماراتية الرامية إلى خفض التصعيد “سيتم التعامل معها بشكل مباشر” بما يضمن حماية أرواح المدنيين. كما دعا وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان قوات المجلس الانتقالي إلى الانسحاب من محافظتي حضرموت والمهرة.
وكان المجلس الانتقالي الجنوبي قد أعلن، يوم الجمعة، استعداده للانفتاح على “أي تنسيق أو ترتيبات تضمن المصالح المشتركة مع السعودية”، مع تأكيده في الوقت ذاته تمسكه بما وصفه بـ“تطلعات شعب الجنوب”، في إشارة إلى مشروع الانفصال.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news