عدن حرة
يرى الكاتب الصحفي محمد حنشي أن هناك تصعيد عسكري من قبل السعودية والقوى اليمنية "الشمالية" المنظوية في منظومة الشرعية اليمنية التي تتخذ من الرياض مقرا دائما لها منذ سنوات ، لمواجهة القوات المسلحة الجنوبية التي يقودها المجلس الانتقالي الجنوبي في جنوب اليمن ، وهي بوادر خطيرة تنذر بانطلاق شرارة حرب ضد القوات الجنوبية التي حققت الانتصار العسكري الوحيد للتحالف العربي في اليمن منذ تدخله في العام 2015.
وقال الحنشي في منشور على صفحته في فيسبوك: "بكل تأكيد الحرب قادمة والسعودية تُصر على الحرب ضد القوات الجنوبية في محافظة حضرموت تحديداً. تأكدت من عدة مصادر في قوات ( درع الوطن) بوجود توجيهات سعودية منذ أيام ببدء الحرب لكن هناك رفض من قيادة درع الوطن بحجة ان المواجهة ستكون في صالح القوات الجنوبية نظراً لقوتها وما تملكه من أسلحة حديثة وعددها الكبير".
وأضاف: "استدعت الرياض ألوية من البقع ومناطق أخرى لدعم قوات درع الوطن في حربها على القوات الجنوبية بحضرموت وطبعا درع الوطن رفضت القتال فقط لأنها غير قادرة على هزيمة القوات الجنوبية لكنها في حال وصول قوات أخرى مساندة لها ستشارك في الحرب".
وتابع : "القيادة الجنوبية لديها معلومات عن ما يحصل من تحشيدات وقد دفعت بقوات أخرى في اليومين الماضيين وستدفع بقوات اضافية في الساعات القادمة. في حال بدأت الحرب سيتزامن مع بدء انطلاقها هجوم حوثي في عدة جبهات وعمليات ارهابية خصوصا في أبين وشبوة" .
وأختتم الحنشي منشوره بالقول: "تُصر المملكة على خروج القوات الجنوبية من حضرموت ويرفض الانتقالي الانسحاب وتبدو الأمور ذاهبة نحو الحرب وقد تندلع في أي لحظة".
في الأثناء، قال الكاتب والناشط السياسي عبدالحميد العولقي في منشور على صفحته الشخصية في فيسبوك: "قوات الطوارئ اليمنية المدعومة من السعودية والتي تكدسها في الوديعة والعبر وصحراء الرويك وصافر غير قوات درع الوطن : تم بناء قوات الطوارئ اليمنية وتدريبها بدعم سعودي مباشر وبأسلوب تنظيم مختلف تماماً عن وحدات الجيش التقليدي".
وأضاف : "هذه القوات لا تتبع وزارة الدفاع اليمنية ولكنها مرتبطة مباشرة بهيئة إدارة القوات اليمنية في قيادة التحالف. تشكيلاتها الأساسية: ١) الفرقة الأولى طوارئ بقيادة العميد ياسر المعبري ومتمركزة حالياً في صحراء الرويك بمأرب. ٢) محور آزال وقائده أيضاً ياسر المعبري ويعمل في جبهات باقم شمال صعدة وحالياً يتواجد في معسكر البوابة في الوديعة . ٣) الفرقة الثالثة طوارئ بقيادة اللواء عمار طامش في الوديعة والعبر. ٤) قوات الطوارئ ١٦ بقيادة عبدربه لعكب ضمن توسعة جديدة تمولها السعودية, المشرف العام لهذه القوات هو اللواء فلاح الشهراني من قيادة القوات المشتركة".
وتابع العولقي أن : "تركيبة هذه القوة سلفية وبعضها مؤدلجة أخوانية، وأغلب جنودها من صعدة والمحويت وذمار وإب. تدريب هذه القوات بعضها كان بالسعودية والبعض الآخر في مأرب وقد خضعت لدورات مكثفة في شرورة والطائف وخميس مشيط. في أغسطس ٢٠٢٥م تخرجت دفعات كبيرة من الفرقة الأولى في صحراء الرويك وتحت إشراف ضباط سعوديين".
وأوضح أيضا أن : "هذه القوات تختلف عن (قوات درع الوطن) رغم أن الدعم هو سعودي لكل القوات ولكن قوات درع الوطن تتبع شكلاً رئيس مجلس القيادة رشاد العليمي وأغلب جنودها جنوبيين ، بينما قوات الطوارئ تخضع لإدارة مباشرة من "هيئة إدارة القوات اليمنية" فلاح الشهراني ـ رئيس هيئة إدارة القوات اليمنية بقيادة القوات المشتركة للتحالف و٩٠٪ من منتسبيها شماليين".
وأختتم العولقي بالقول: "ما أكتبه ليس مجرد فسبكة أو أهواء ولكنه مبني على حقائق ووقائع موجودة على الأرض ومخاوفنا من الشقيقة وسياستها (....) في بلادنا لم تأتي من فراغ".
يذكر أن التحالف العربي الذي شكلته السعودية لدعم الشرعية في اليمن توقف فعليا وكليا عن عملياته العسكرية البرية وطلعاته الجوية في المحافظات اليمنية منذ أواخر العام 2019 وبداية العام 2020 ، عقب عجزه عن إحداث أي اختراق عسكري نحو تحرير محافظات الشمال اليمني والإبقاء على مكاسبه الوحيدة التي حققها بشراكة فاعلة مع المقاومة الجنوبية التي تمكنت لاحقا من تأسيس قوات نظامية لها عسكريا وأمنيا ، بينما عززت الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران قوتها وطورت إمكانياتها بفعل عمليات التهريب السرية للأسلحة التي كانت تغذيها عبر طرق تهريب بحرية عبر موانئ الحديدة وأخرى برية ملتوية عبر منافذ محافظة المهرة الحدودية مع سلطنة عمان مرورا بمناطق وادي حضرموت التي كانت تحت سيطرة المنطقة العسكرية الأولى (شمالية) ، ومكنت الميليشيات من إرسال صواريخها الباليستية صوب مدن وشركات سعودية عديدة وأخرى إماراتية .
وهو الأمر الذي دفع المملكة السعودية للجوء بعد ذلك إلى منحى جديد يقوم على التفاهمات والحوارات السرية والعلنية مع إيران وذراعها العسكري في اليمن المتمثل بميليشيات الحوثيين التي تسيطر على اليمن الشمالي ، ممسكة العصا من المنتصف ، ومقدمة نفسها كوسيط محايد يسعى للتهدئة وصولا إلى حل شامل للصراع في اليمن يضمن مصالحها ونفوذها حتى وإن كان ذلك على حساب شركائها الفاعلين في الجنوب والمعطيات الجديدة التي أفرزتها عشر سنوات من الحرب والمعاناة الإنسانية والتدهور الاقتصادي والخدمي الذي عجز التحالف العربي وحكومات الشرعية المتعاقبة من رفعه عن المحافظات الجنوبية المحررة على الرغم من الدعم المهول المقدم من الدول المانحة اليمن لأكثر من عقد من الزمان .
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news