السعودية والجنوب العربي.. بين المصالح السياسية والاستحقاقات التاريخية

     
عدن تايم             عدد المشاهدات : 44 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
السعودية والجنوب العربي.. بين المصالح السياسية والاستحقاقات التاريخية

لقد أثبتت الأحداث على أرض الواقع أن جميع المخططات والمشاريع التي حاولت فصل بعض المحافظات الجنوبية عن الجسد الجنوبي قد فشلت وتحطمت. فاستمرار هذه السياسات أدى إلى فقدان نفوذ السعودية في محافظة شبوة عام 2022، وفي حضرموت والمهره عام 2025. هذا الفشل لم يكن صدفة، بل نتيجة طبيعية لكون سياسات السعودية لم تكن متماشية مع إرادة أبناء الجنوب ومشروعهم السياسي، بل عملت في كثير من الأحيان ضده.

اليوم، من الضروري أن تكون السعودية واضحة مع الجنوب العربي. على المملكة أن تحدد بصراحة ما الذي تريده من الجنوب، بعيدًا عن محاولات تقسيم أراضيه. إذا كان هناك استعداد سعودي لدعم الجنوب، فإن ذلك يجب أن يتم من خلال التعاون والمصلحة المشتركة، ودعم استقلال واستعادة الدولة الجنوبية وعاصمتها عدن، بعيدًا عن سياسات التدخل والتأثير السلبي.

هناك تساؤل مهم: هل التنازل عن الأراضي الجنوبية التي استولت عليها السعودية قبل خمسين عامًا يكفي لتغيير سياستها تجاه الجنوب؟ الواقع يؤكد أن العقبة الرئيسية أمام استعادة الدولة الجنوبية كانت ولا تزال سياسات السعودية، خاصة وأن أدوات السياسة الحديثة تعتمد على المواقف المدفوعة والمصالح المشتركة. في هذا السياق، يمكن للجنوب أن "يشتري" موقف السعودية عبر التفاهمات على هذه الأراضي، بما يخدم مصالح الطرفين.

أما بالنسبة لمشروع خط أنبوب النفط عبر أراضي الجنوب العربي، فقد تم إلغاء المشروع سابقًا من قبل سلطنة عمان وأدواتها في محافظة المهره، ونُقل المشروع إلى أراضي عمان. ومع استقرار الوضع في الجنوب وسيطرة القوات المسلحة الجنوبية على أراضيها، فإن الجنوب مستعد لقبول مرور المشروع عبر أراضيه، بما يحقق مصلحة مشتركة بين الطرفين.

المجتمع الدولي أصبح يدرك أهمية استعادة الدولة الجنوبية وعاصمتها عدن. والسؤال الآن: متى ستدرك السعودية هذه الحقيقة وتتعامل معها بواقعية وشفافية؟

الجنوب يمكنه تقديم تنازلات واضحة للسعودية في سبيل تحقيق استعادة دولته، فيما يظل موضوع منع استخراج واستكشاف النفط في محافظتي حضرموت وشبوة أمرًا مستحيلًا، باعتباره هدفًا استراتيجيًا لدول كبرى ساهمت في تحطيم المخططات السابقة وإعادة الحقوق لأصحابها. ومن غير الممكن للسعودية أن تقف ضد هذا الواقع، فاستمرار سياستها العدائية لن يغير شيئًا، بل يزيد من معاناة الجنوب ويعيد المنطقة إلى مربع الصراع القديم، وهو ما لا يريده أحد.

ختامًا، السياسة اليوم تتطلب التفاهم والمصلحة المشتركة، والجنوب مستعد للمضي قدمًا في طريق التعاون مع كل من يحترم حقه المشروع في دولة مستقلة وعاصمتها عدن. أما من يصر على السياسات القديمة، فسيجد نفسه أمام حقيقة لا يمكن تجاهلها.

الصحفي صالح حقروص

2025/12/28م

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

تحوّل لافت في خطاب قيادات عسكرية موالية للانتقالي بعد تسريبات عن إقالات مرتقبة

بران برس | 1449 قراءة 

تحليل | حضرموت بين الرهان الإسرائيلي والتفكيك السعودي.. كيف أدارت الرياض أزمة النفوذ؟

بران برس | 1139 قراءة 

عاجل.. اجتماع طارئ في الرياض بشأن اليمن

بوابتي | 1129 قراءة 

عاجل:انباء عن اشتباكات وانفجارات في الخشعة بحضرموت

كريتر سكاي | 784 قراءة 

مع قرب انتهاء مهلة التحالف للانتقالي للانسحاب من حضرموت مراسل الجزيرة يكشف اخر المستجدات

كريتر سكاي | 578 قراءة 

ما حقيقة ما يحدث ؟ تحركات مفاجئة لقوات طارق صالح في تعز.. تحشيد عسكري واسع ومعركة خاطفة تلوح في الأفق

يني يمن | 514 قراءة 

في ظل توترات حضرموت.. السعودية تبعث برسالة (الفيتو السعودي) عبر سياسي بارز!

العين الثالثة | 480 قراءة 

قائد قوات درع الوطن: جاهزون لأي مهام في أي وقت

شبكة اليمن الاخبارية | 479 قراءة 

القسام تكشف عن اسم وصورة "القائد الملثم"

الموقع بوست | 472 قراءة 

عاجل| التحالف يطلب الاخلاء الفوري لميناء المكلا لتنفيذ عملية عسكرية

الوطن العدنية | 441 قراءة