في تصريحٍ يحمل طابعًا سياسيًّا حادًّا، علّق وزير التربية والتعليم السابق
عبدالله لملس
على الدعوة السعودية الأخيرة التي طالبت قوات
المجلس الانتقالي الجنوبي
بمغادرة محافظتي
حضرموت
و
المهرة
، قائلًا: "
خطوتين إلى الخلف أفضل من خطوة إلى الأمام
"، في تعبيرٍ يوحي بأن التراجع التكتيكي قد يكون أكثر حكمة من التمترس في مواجهة مباشرة.
ويأتي تعليق لملس في خضم تصاعد التوترات بين الرياض والانتقالي، بعد أن دعت
الخارجية السعودية
علنًا إلى إعادة الأوضاع في المحافظتين إلى ما كانت عليه سابقًا، مؤكدةً رفضها لأي تحركات عسكرية من طرف واحد، ومشددةً على أهمية
الوحدة الوطنية
والتمسك بالشرعية اليمنية .
وأثارت الدعوة السعودية
انقسامات داخلية
واسعة، حيث رحّب بها عدد من الكيانات السياسية اليمنية، في حين عبّر قطاع من النخبة الجنوبية عن استيائه، معتبرًا أن القرار يتجاهل الإرادة الشعبية في تلك المناطق .
وسط هذا المشهد، جاء موقف لملس – المعروف بقربه من الدوائر السياسية الجنوبية – ليُقرأ كـ"نصيحة مبطّنة" للانتقالي باتباع منهج المرونة السياسية، لا المواجهة العلنية مع حليف استراتيجي كالسعودية.
ووفق مراقبين، فإن عبارة "
خطوتين إلى الخلف
" قد تحمل أكثر من دلالة: فهي تذكير بأن المصالح الوطنية يجب أن تتقدّم على الحسابات الفصائلية، وربما إشارة إلى أن الوقت لا يزال سانحًا أمام الانتقالي للتفاوض بدلًا من المغامرة بعلاقاته الإقليمية.
"في السياسة، أحيانًا يكون التراجع تقدمًا مقنعًا"، عبارةٌ قد تلخّص ما يحاول لملس إيصاله.
وحتى اللحظة، لم يصدر عن المجلس الانتقالي رد رسمي على الدعوة السعودية أو على تعليقات لملس، بينما تُشير مصادر محلية إلى أن
التوترات الأمنية
في حضرموت والمهرة ما زالت تشهد تصاعدًا متقطعًا، رغم تأكيدات الرياض على استمرار جهودها لـ"ترميم التحالف" .
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news