آ
أثار البيان الأخير
الصادر عن المجلس الانتقالي الجنوبي اليوم
اهتماماً واسعاً في الأوساط السياسية والإعلامية، لما حمله من رسائل متعددة الاتجاهات، عكست مزيجاً من البراغماتية السياسية والتشبث بالموقف الميداني، دون إظهار أي إشارات مباشرة إلى التراجع أو الاستسلام.
لغة تبرير وتهدئة ثم تحدٍ
البيان جاء في بدايته بنبرة دفاعية – تبريرية، حيث أوضح أن تحركات القوات الجنوبية جاءت استجابة لدعوات شعبية وضمن إطار مكافحة الإرهاب وقطع خطوط تهريب يستخدمها الحوثيون، في محاولة لتثبيت شرعية التحرك عسكرياً وسياسياً.
وفي منتصف البيان برزت لهجة وصفت بـ"البراغماتية"، إذ أكد الانتقالي انفتاحه على أي تنسيق مع المملكة العربية السعودية بما يضمن حماية الجنوب وتحقيق المصالح المشتركة، وهي رسالة طمأنة واضحة للتحالف ومحاولة لتجنب القطيعة السياسية.
غير أن البيان عاد ليتخذ منحى أكثر حدة وثقة بالنفس حين عبّر عن رفضه للقصف الجوي الذي وصفه بـ"المستغرب"، مؤكداً أن ذلك “لن يثني شعب الجنوبâ€، مع تأكيد الاستمرار في تأمين وادي حضرموت والمهرة واستكمال ما سماه “تفويضاً شعبياًâ€، وهي لغة تحمل رسائل تعبئة للداخل وتأكيداً على الثبات وعدم التراجع.
قراءة نفسية وسياسية
قراءة البيان من زاوية البعد النفسي تظهر أن المجلس الانتقالي تحت ضغط سياسي وإعلامي كبير، ما دفعه للجمع بين ثلاث رسائل رئيسية:
تقديم مبررات قانونية وأخلاقية لتحركاته.
عدم خسارة الشريك السعودي وإبقاء باب التفاهم مفتوحاً.
التأكيد لجمهوره الداخلي أن لا تراجع ولا انسحاب من الأهداف المعلنة.
هل البيان يعكس انسحاباً أو استسلاماً؟
بحسب القراءة التحليلية، لا يتضمن البيان أي مؤشرات على الاستسلام أو إعلان الانسحاب، بل يؤكد الاستمرار في العمليات والتشبث بالشرعية الشعبية. لكنه في الوقت ذاته يلمّح إلى استعداد لتفاهمات محتملة بما يحفظ الموقف دون خسارة سياسية.
الخلاصة
يمكن وصف البيان بأنه رسالة مناورة سياسية محسوبة، تهدف إلى تثبيت الموقف العسكري والسياسي مع امتصاص الضغط السعودي والإقليمي، دون تقديم تنازلات مباشرة أو الاعتراف بالتراجع، مع الحفاظ على لغة التحدي وتعبئة الشارع الجنوبي.
وأتس أب
طباعة
تويتر
فيس بوك
جوجل بلاس
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news