رحل عبدالرقيب، ورحل معه الصمت عن الساحات، لكن لم يرحل الحزن. لقد ترك فراغا لا يملؤه الزمن، ووجعًا يعتصر القلوب في كل زاوية من زوايا الجنوب. كان مناضلًا جسورًا، يحمل في صدره قلب الجنوب كله، وينادي بصوتٍ يختنق بين الهتافات: "الجنوب لنا… الحرية لنا… الوطن لنا".
كل حجرٍ في ساحة الاعتصام، كل نسمةٍ تهب من الجبال، كل شعلة نار، تحكي قصة عبدالرقيب. كان يمشي بيننا وكأن الأرض تنتظره لتستعيد كرامتها، وكان كل صوته وكل دمعة له انعكاس لوجع شعبٍ ضاع حقه.
وفي الثامن من أغسطس 2020، أطفأت الدنيا نور عبدالرقيب، لكن الحزن لم يرحل. رحل جسده، وبقي قلب الجنوب ينزف حسرة، وبقي حلم استعادة الدولة الضائع يشتعل فينا مثل نارٍ لا تهدأ.
اليوم، ونحن نعود إلى ساحة الاعتصام، نعود محمّلين بذكراه ووجعه، محمّلين بحلمٍ لم يكمل، وبأملٍ لم يتحقق بعد. كل صمتٍ في الساحة صار صرخة، وكل خطوة نحو الحرية صارت عبئًا وحسرةً على غيابه.
عبدالرقيب… أيها الجنوبي الشجاع، نم قرير العين، فالأرض التي حلمت بها ستظل تنبض باسمك، والجنوب سيظل يعيش على وجعك، على حلمك، وعلى دمك الذي زرع الحرية في قلوبنا.
رحلت، لكنك حيّ… حيّ في كل وجعٍ، في كل حلمٍ، في كل دمعةٍ تسقط على رمال الجنوب… حيّ في كل روحٍ تطالب بالحرية التي حملتها حتى آخر نفس.
فرحمك الله رحمة الأبرار أيّهُ المناضل الجسور
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news