جريمة جمعة دار الرئاسة .. بوابة الفوضى وبداية الانهيار
قبل 7 دقيقة
عندما عجزت أحزاب وتنظيمات ما سُمّي زورًا بالربيع عن كسب ثقة الشعب اليمني، والوصول إلى السلطة عبر صناديق الاقتراع والوسائل الديمقراطية، كشفت عن وجهها الحقيقي، وانقلبت على الدولة والمجتمع، متجهةً إلى العنف والإرهاب كخيار وحيد لفرض مشروعها التخريبي.
ومنذ العام 2011م، شرعت تلك الأحزاب والجماعات في تنفيذ مخطط دموي ممنهج، تمثّل في قطع الشوارع، وشلّ الحياة العامة، والاعتداء على مؤسسات الدولة، واقتحام المعسكرات، وقتل قياداتها والسيطرة عليها، واستهداف القيادات الوطنية، في سلوك إجرامي لا يمتّ بصلة للعمل السياسي ولا للنضال السلمي.
وبلغ هذا النهج الإجرامي ذروته في الجريمة الإرهابية البشعة المتمثّلة في تفجير جامع دار الرئاسة، في أول جمعة من شهر رجب 1432هـ، الموافق 3 يونيو 2011م، في اعتداء آثم وسافر استهدف رئيس الجمهورية آنذاك، الزعيم القائد الشهيد علي عبد الله صالح، وكبار قيادات الدولة، داخل بيت من بيوت الله، في انتهاك صارخ لكل القيم الدينية والإنسانية والأعراف القبلية.
وأسفرت الجريمة عن إصابات خطيرة طالت رئيس الدولة وعددًا من كبار المسؤولين، واستشهاد القامة الوطنية المناضل عبد العزيز عبد الغني، رئيس مجلس الشورى السابق، مع نخبة من القادة والضباط، في محاولة مكشوفة لإسقاط الدولة، واغتيال قيادتها، والاستيلاء على السلطة بالقوة والإرهاب.
لقد شكّلت هذه الجريمة النكراء نقطة التحول الأخطر في تاريخ اليمن الحديث، وعدوانًا سافرًا على الدولة ومؤسساتها، وبوابةً واسعة للفوضى والانهيار، وبداية عهد دموي ما تزال تداعياته الكارثية تضرب الوطن حتى اليوم.
إن ما يعيشه اليمن من حروب وصراعات وانقسامات، وانهيار شامل في الأمن والاقتصاد والسياسة، ليس إلا ثمرةً مُرّة لتلك الجريمة، ودليلًا واضحًا على السلوك الإرهابي لتلك الجماعات والمليشيات التي اختارت الخراب طريقًا، ودفعت بالوطن إلى هاوية لا تزال مفتوحة حتى اللحظة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news