انتقد الإعلامي والباحث السياسي السعودي الدكتور سلمان الأنصاري بشدة ما وصفه بـ«سياسة العناد» التي ينتهجها المجلس الانتقالي الجنوبي، معتبرًا أن تحركاته الأخيرة على الساحة اليمنية تعكس قصر نظر سياسيًا، وقد تفضي إلى خسائر فادحة على المستويات المحلية والإقليمية والدولية.
وقال الأنصاري، في مقال رأي رصده موقع المشهد اليمني، إن الخطوات التي أقدم عليها المجلس الانتقالي، والتي وصفها بـ«التمرد وحرق المراحل والأوراق بسرعة»، تكشف إصرارًا واضحًا على اتخاذ قرارات قد تضر بمستقبل المجلس ذاته، رغم امتلاكه – بحسب تعبيره – فرصة سياسية «تاريخية» للتعامل مع تعقيدات المرحلة بحكمة، وهدوء، وشراكة وطنية حقيقية.
وأشار الباحث السعودي إلى أن القضية الجنوبية تُعد «قضية مشروعة»، وهو ما أكدته المملكة العربية السعودية مرارًا، كما نصّت عليه مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، إلا أن قيادات المجلس الانتقالي – وفق الأنصاري – اختارت التخلي عن موقعها الرسمي داخل مجلس القيادة الرئاسي المعترف به دوليًا، واستبدال ذلك بمسار تصعيدي قد يضعها في خانة التمرد والعزلة الإقليمية والدولية.
ولم يستبعد الأنصاري أن تؤدي هذه السياسات إلى فرض عقوبات دولية على قيادات المجلس الانتقالي، والتعامل معهم، محليًا وإقليميًا ودوليًا، باعتبارهم جماعة متمردة تستخدم القوة المسلحة لفرض رؤيتها السياسية خارج الأطر الدستورية والشرعية.
كما انتقد الأنصاري ما وصفه بمحاولة إدارة التناقضات السياسية عبر الجمع بين المشاركة في مجلس القيادة الرئاسي، وفي الوقت ذاته الانقلاب السياسي والإعلامي على رئيسه الدكتور رشاد العليمي، معتبرًا أن هذا السلوك يمثل حالة «فصام سياسي»، وليس دهاءً أو حنكة كما يتصور القائمون عليه.
وتطرق المقال إلى محاولات فرض السيطرة بالقوة العسكرية على محافظات استراتيجية مثل حضرموت والمهرة، محذرًا من أن هذه التحركات لا تعكس تفوقًا سياسيًا أو عسكريًا، بقدر ما تفتح الباب أمام صراعات واسعة ومواجهات خطيرة قد تنعكس سلبًا على الاستقرار وحياة المدنيين.
وأكد الأنصاري أن فرض أمر واقع جديد باستخدام القوة لن يؤدي إلى حل الأزمات المتراكمة، بل سيقود إلى مزيد من الإقصاء والملاحقة والمواجهة، معربًا عن قلقه من تأثير هذه السياسات على حياة الأبرياء، وضياع المكاسب التي تحققت خلال السنوات الماضية، وتأجيل الاستحقاقات التنموية والاقتصادية التي ينتظرها المواطنون.
وفي ختام مقاله، شدد الإعلامي السعودي على أن أكثر من أضر بالقضية الجنوبية – بحسب رأيه – هم عدد من قيادات المجلس الانتقالي، وفي مقدمتهم عيدروس الزُبيدي، وهاني بن بريك، وأبو علي الحضرمي، معتبرًا أن تداعيات هذه السياسات ستنكشف للجميع، بمن فيهم من وصفهم بـ«المخدوعين» الذين يعتقدون أنهم يخدمون القضية الجنوبية بينما يسهمون عمليًا في إضعافها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news