كريتر سكاي/خاص:
تشهد مدينة الحديدة الساحلية ظاهرة إنسانية واقتصادية مؤلمة، تعكس حجم المأساة والمعاناة التي يعيشها السكان، حيث اندفع المئات من المواطنين نحو عرض منازلهم للبيع بأسعار زهيدة والانتقال للسكن في منازل مستأجرة، في خطوة وصفت بأنها "خيار الضرورة المر" للبقاء على قيد الحياة.
انهيار في القيمة السوقية
وأفادت مصادر محلية لـ "كريتر سكاي" أن موجة بيع العقارات في المدينة وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، حيث اضطر الكثير من الأهالي إلى بيع "بيوت العمر" بأسعار متدنية للغاية، وصلت في بعض الأحيان إلى ربع قيمتها الحقيقية. ويأتي هذا الانكسار في الأسعار نتيجة حاجة البائعين الماسة للسيولة النقدية لسداد الديون المتراكمة، أو لتغطية تكاليف الغذاء والدواء وسط غلاء فاحش وانهيار للقدرة الشرائية.
الفقر يطرق أبواب "الميسورين"
ولم تعد هذه الظاهرة مقتصرة على الأسر الأشد فقراً فحسب، بل امتدت لتطال شرائح كانت تُصنف حتى وقت قريب ضمن "الطبقة المتوسطة" أو الميسورة. هؤلاء وجدوا أنفسهم اليوم أمام واقع معيشي خانق، مما دفعهم للتضحية بممتلكاتهم العقارية كحل أخير لمواجهة شبح الجوع والديون التي حاصرتهم جراء الوضع الاقتصادي المتدهور في المحافظة.
واقع مأساوي
ويرى مراقبون أن تحول الملاك إلى مستأجرين في مدينتهم يعكس عمق التدهور المعيشي الذي تعيشه الحديدة، محذرين من تبعات اجتماعية خطيرة لهذه الظاهرة التي تجرد العائلات من أمانها السكني مقابل حلول مالية مؤقتة لا تلبث أن تتبدد أمام متطلبات الحياة اليومية القاسية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news