في تصعيدٍ لافت ونادر من داخل أروقة القرار السعودية، وجّه الصحفي السعودي المقرّب من دوائر صنع القرار، عبدالله آل هتيلة، انتقاداتٍ لاذعة إلى المجلس الانتقالي الجنوبي، متهماً إياه باتّباع سياسات "عشوائية" تهدّد الاستقرار الهش في اليمن، وتصطدم صراحةً مع مبادئ الدولة الحديثة.
وفي سلسلة تدوينات رصدها محررو الإعلام المحلي، رفَض آل هتيلة أي مساواة بين ما وصفه بـ"المتمردين" من الانتقالي، وبين مجلس القيادة الرئاسي، الذي وصفه بأنه يقود "استعادة حكيمة لحقوق الدولة" من أيدي من سماهم "خارجين عن سياسة الدولة الرسمية".
وذهب إلى تشبيه تصرفات الانتقالي بمنطق "غوغائي" لا يعكس أدنى وعي بمسؤوليات الحكم أو إدارة شؤون الشعوب، مُستبعدًا تمامًا أن يكون من يقف خلف هذه الخطابات والتحركات مؤهلًا لنعته بـ"رجال الدولة".
الأمر الأكثر إثارة في موقف آل هتيلة، جاء في تحذيره الصريح من تداعيات توسع نفوذ الانتقالي في مناطق شرق اليمن، حيث حمّل المجلس الانتقالي "المسؤولية الكاملة أمام المجتمع الدولي" عن أي اندلاعٍ محتمل للصراعات في حضرموت والمهرة، مُشدّدًا على أن "احتلاله" لهاتين المحافظتين يُعد مدخلاً خطيرًا لحروبٍ جديدة قد تطيح بما تبقّى من هدنة هشّة.
وفي إشارةٍ نادرة إلى تقييم سعودي داخلي، شكّك آل هتيلة بصورةٍ قاطعة في مشروع الانتقالي، معتبرًا أن سلوكه يُظهر عجزًا مزمنًا عن الالتزام بالمبادئ الإنسانية أو حتى بالحد الأدنى من الاحترام للأعراف الدولية. وذكر أن جهود مجلس القيادة الرئاسي تتركّز حاليًا على "تحييد" هذا المسار، حتى لا يتحول إلى كارثة إقليمية تتجاوز حدود اليمن.
اللافت أن آل هتيلة لم يكتفِ بالتنديد، بل قدّم قراءةً سياسية تُلمّح إلى أن تحركات الانتقالي لم تعد تُنظر إليها بعين الرضا في أروقة القرار الإقليمي، وأن مساعيه لفرض واقع عسكري في شرق البلاد قد تُعيد خلط الأوراق بشكلٍ يهدد مصالح الجميع، بما في ذلك حلفاءه السابقين.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news