تناولت صحيفة الرياض السعودية في مقال للكاتب الدكتور علي الخشيبان بعنوان "الانفصال.. خيار مستحيل جيوسياسيًا في اليمن"، أبعاد الطرح الانفصالي في البلاد، مؤكدة أن الواقع الجيوسياسي لا يسمح بفرض حدود جديدة أو إحداث تغييرات بهذا الحجم في المنطقة.
وأوضح الكاتب أن فكرة الانفصال ظهرت بشكل مفاجئ لتتصدر العناوين الإعلامية، مشيراً إلى أن العالم والمنطقة غير مستعدين لقبول أي تقسيم جغرافي جديد، وأن التجارب السابقة لا يمكن إسقاطها على الحالة اليمنية. ولفت إلى أن اليمن يعيش وضعاً معقداً بفعل سيطرة الحوثيين واستمرار الصراع الداخلي، ما يجعل الحديث عن الانفصال بعيداً عن أي تصور للاستقرار أو إخراج الحوثي من المشهد.
وبيّن المقال أن المنظور الجيوسياسي لليمن مرتبط بالمنطقة بأكملها، وخاصة المملكة العربية السعودية، وأن أي محاولة للانقلاب على الوحدة اليمنية تمثل خطراً استراتيجياً على الجزيرة العربية. وأكد أن الفكرة الانفصالية تحمل دوافع معلنة وأخرى خفية، وأن المخاطر الاستراتيجية المرتبطة بها واضحة، رغم أن التصريحات السعودية شددت في أكثر من موقف على أن قضية الجنوب قضية عادلة، لكنها جزء من مخرجات الحوار الوطني وأي تسوية سياسية شاملة.
وأشار الخشيبان إلى أن التكتيكات الميدانية ومحاولات فرض السيطرة الجغرافية لن تكون طريقاً سهلاً لتحقيق الانفصال، مؤكداً وجود رفض دولي واسع لهذا الطرح، وأن أي خروج عن السيناريوهات السياسية المتفق عليها سيشكل مخاطرة مباشرة تهدد الحلول المرسومة للوصول إلى يمن موحد ومستقر.
وأضاف أن فكرة الانفصال محاطة بالمخاطر على اليمن والمنطقة، وأن الاحتكام للخيار العسكري في هذا السياق يمثل تهديداً استراتيجياً كبيراً، مشدداً على أن فرض واقع جديد لن يُسمح به، لأن نتائجه تشمل تقويض دور الحكومة الشرعية وتعطيل المسار السياسي لإنقاذ اليمن من أزماته.
كما أوضح أن الانفصال ليس مجرد شعار إعلامي يمكن فرضه، بل أزمة داخلية ستفتح الباب أمام قوى معادية للأمة العربية والإسلامية للتغلغل في خاصرة الجزيرة العربية، إلى جانب اختلالات إقليمية وتصدعات في توازن القوى بالقرن الأفريقي.
وختم الكاتب بالتأكيد على أن الجهود السعودية مكثفة وجادة في تثبيت دور الحكومة الشرعية وحماية وحدة اليمن والفضاء الاستراتيجي للمنطقة، مشيراً إلى أن الحوار السياسي الشامل هو الطريق الأمثل لاستيعاب كافة القضايا العادلة ضمن إطار وطني جامع، بعيداً عن الانشقاق وتوسيع الأزمات، في ظل حرص النظام الدولي بقيادة الولايات المتحدة على منع انزلاق اليمن نحو حرب أهلية أو فوضى تهدد الاستقرار الإقليمي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news