في مشهد نادر وغير مسبوق في السنوات الأخيرة، شهدت منطقة ثمود الواقعة في قلب وادي وصحراء حضرموت، صباح اليوم الإثنين، ظاهرة تجمد المياه في عدد من المواقع المفتوحة، مع انخفاض حاد في درجات الحرارة وصل إلى ما دون الصفر المئوي، مسجلاً نحو (-1) درجة مئوية في بعض الأجزاء.
مشهد مفاجئ يصيب سكان المنطقة بالدهشة
استيقظ سكان منطقة ثمود على برودة قارسة لم يألفوها، ليكتشفوا أن طبقة رقيقة من الجليد قد غطت سطوح المياه الراكدة في البرك والأحواض الطبيعية، كما ظهرت بلورات الصقيع على أغصان الأشجار والنباتات والكثبان الرملية. وصف شهود عيان المشهد بأنه "كأن المنطقة تحولت إلى لوحة فنية بيضاء"، مؤكدين أن الأجواء بدأت تشتد برودتها منذ ساعات الفجر الأولى، مما جعل الخروج من المنازل في تلك الساعة تحدياً كبيراً.
وقال أحد المواطنين من سكان المنطقة: "لقد استيقظنا على مشهد لم نعتده من قبل، المياه التي نشرب منها ونسقي بها مواشينا كانت متجمدة جزئياً. البرودة كانت قاسية لدرجة أننا شعرنا بتجمد أنفاسنا. هذا شيء لم نشهده منذ عقود".
تأثيرات واسعة على الحية اليومية والموارد
لم تقتصر تأثيرات الموجة القطبية على التجميد فحسب، بل امتدت لتؤثر بشكل مباشر على الحياة اليومية. شهدت الحركة في الشوارع والأسواق الصباحية بطئاً ملحوظاً، مع تردد الكثيرين في مغادرة منازلهم. كما واجه السكان صعوبات في تشغيل بعض المركبات بسبب تأثر بطارياتها بالبرودة الشديدة.
على الصعيد الزراعي، أثارت الظاهرة قلق المزارعين الذين يخشون على محاصيلهم الحساسة، خاصة المحاصيل الخضراء الموسمية التي قد تتلف بشكل كامل بسبب الصقيع. كما تسبب البرد الشديد في إجهاد المواشي والحيوانات الأليفة، مما استدعى من المربين اتخاذ إجراءات عاجلة لتوفير الحماية لها.
تحذيرات الخبراء وإجراءات وقائية عاجلة
في سياق متصل، حذر مختصون في الشؤون الجوية والزراعية من استمرار هذه الموجة البردية خلال الأيام القادمة، داعين المواطنين إلى ضرورة أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر.
وأكد المختصون على أهمية اتخاذ الاحتياطات التالية:
للأفراد:
تدفئة المنازل جيداً، وارتداء ملابس صوفية متعددة الطبقات، وتجنب الخروج غير الضروري في ساعات الفجر الباكرة والليل، خاصة لكبار السن والأطفال الذين يعتبرون الفئة الأكثر عرضة لمضاعفات البرد.
للزراعة:
تغطية المزروعات الحساسة بالبلاستيك أو أي مواد عازلة لحمايتها من الصقيع المباشر، مع تفقد شبكات الري لمنع تلفها بسبب تجمد المياه داخل الأنابيب.
للثروة الحيوانية:
توفير مأوى دافئ ومحمي من الرياح للمواشي، مع تأمين كميات إضافية من الأعلاف لمساعدتها على توليد الطاقة اللازمة لمقاومة البرد.
وفي الوقت الذي تتابع فيه السلطات المحلية والجهات المعنية تطور الأحوال الجوية، تبقى هذه الظاهرة تذكيراً قاسياً بقوة الطبيعة وتقلبات المناخ، وتضع المجتمعات المحلية أمام اختبار يتطلب تعاوناً وتكاتفاً للتغلب على تحدياته.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news