في مشهد يصدم الضمير الإنساني ويلخص حجم المأساة في اليمن، لطفت مدينة تعز صباح اليوم بتفجير انتحاري مروع استهدف مقر حزب الإصلاح، لكن القصة الأكثر إيلاماً التي برزت من ركام الحدث هي مأساة طفل بريء يدعى "هاشم"، الذي لم يكن سوى ضحية بريئة في عملية استهدفت استغلال والده سائق دراجة نارية دون علمه.
وبحسب المعلومات والمصادر المحلية، استهدف التفجير القوي مبنى حزب الإصلاح الواقع في شارع جمال بمدينة تعز، مما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين والعاملين في المقر.
وفي خضم الفوضى والدمار، انتشرت صورة لطفل جريح تم نقله إلى المستشفى، ليتضح لاحقاً أنه الطفل "هاشم"، الذي فارق الحياة متأثراً بجراحه البالغة، تاركاً خلفه قصة مأساوية هزت مشاعر الملايين.
تفاصيل الجريمة.. أب يستغل كـ "أداة" وابنه كـ "ضحية"
التحقيقات المبدئية كشفت عن خلفية مؤلمة للقصة؛ فوالد الطفل، "محمد حمادي"، يعمل كسائق دراجة نارية (أجرة "توك توك") لإعالة أسرته. وقد تم استئجاره من قبل مجهولين لتوصيل عدة كراتين إلى المبنى المستهدف، مقابل مبلغ مالي زهيد. وبحسب شهادات، لم يكن "محمد" على علم بأن الصناديق التي كان ينقلها تحتوي على مواد متفجرة شديدة الانفجار.
والأكثر مرارة في هذه القصة، أنه كان قد اصطحب معه ابنه "هاشم" في تلك الرحلة الأخيرة، ربما كعادته في قضاء بعض الوقت معه، ليكون الطفل الضحية البريئة الثانية للجريمة النكراء، حيث لقي حتفه على الفور بعد وصول الدراجة النارية وانفجارها.
مشهد الانهيار.. فيديو يوثق لحظة فاجع الأب
وبعد لحظات من الانفجار، انتشر مقطع فيديو مؤثر على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يظهر الأب "محمد حمادي" وهو يحتضن جثمان ابنه "هاشم" الملطخ بالدماء، ويصرخ بألم طالباً الإسعاف والعون، قبل أن يغلب عليه الانهيار وهو يدرك أن فلذة كبده قد فارق الحياة. المشهد الذي أيقظ مشاعر الحزن والغضب واسع النطاق، يلخص حجم المأساة الإنسانية التي يعيشها اليمنيون، حيث تتحول الأرواح البريئة إلى وقود لصراع لا يرحم.
إدانة واسعة وصمة عار
وقد أدانت الأوساط المحلية والحقوقية الجريمة بشدة، معتبرةها عملاً إرهابياً نكراً يستهدف المدنيين ويستغل الأبرياء وأصحاب الحاجة لتنفيذ أجندات دموية. ووصف نشطاء ومواطنون الفعل بأنه "صمة عار في جبين الإنسانية"، مؤكدين أن استهداف طفل واستغلال والده في جريمة قتل هو تدنٍ لكل القيم الأخلاقية والإنسانية.
بينما لا تزال التحقيقات جارية لتحديد المسؤولين عن هذا التفجير الجبان، تبقى قصة "هاشم" ووالده شاهداً صارخاً على التكلفة البشرية الباهظة للعنف في تعز واليمن، وتذكيراً مؤلماً بأن ضحايا الحرب هم دائماً الأكثر براءة وضعفاً.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news