يمن ديلي نيوز: قال المركز الأمريكي للعدالة، السبت 20 ديسمبر/كانون الأول، إن أكثر من 37 ألف مهاجر دخلوا إلى اليمن بطرق غير قانونية خلال الأشهر الأربعة الأولى من عام 2025، في ظل أوضاع إنسانية بالغة التعقيد يعيشها البلاد جراء الحرب.
جاء ذلك في تقريره الحقوقي الجديد المعنون “الهروب إلى الموت”، الذي وثّق بصورة معمّقة واقع الهجرة غير النظامية عبر الطريق الشرقي، الذي تحوّل إلى بيئة مفتوحة لانتهاكات جسيمة ترتكبها شبكات الاتجار بالبشر وأطراف مسلحة، في ظل غياب الحماية القانونية والتنسيق الإقليمي والدولي.
وأوضح التقرير أن الطريق الشرقي بات مسرحًا منظمًا لنشاط شبكات تهريب واتجار معقّدة تحقق ملايين الدولارات سنويًا، مستغلة هشاشة المهاجرين القادمين أساسًا من دول القرن الإفريقي، مقابل قصور واضح من حكومات دول العبور في مكافحة هذه الشبكات وحماية الضحايا.
ووفقًا للتقرير الذي تابعه “يمن ديلي نيوز”، فإن اليمن شهد تدفقات بشرية متزايدة خلال الأعوام الماضية، إذ سُجّل دخول 77 ألف مهاجر في عام 2022، و97 ألفًا في 2023، و81,342 مهاجرًا في 2024. وأشار إلى أن المهاجرين الإثيوبيين يشكّلون 89% من إجمالي المهاجرين عبر اليمن، مقابل 11% للصوماليين، مع تسجيل 585 حالة وفاة غرقًا خلال عام 2024 وحده أثناء العبور.
كما وثّق المركز 661 انتهاكًا حقوقيًا خلال الفترة بين 2023 و2025، شملت الحرمان من المساعدات، وسوء المعاملة، والاختطاف، والاعتقال التعسفي، والاعتداء الجسدي، والاستغلال، والتعذيب، والاغتصاب، والتجنيد القسري، إضافة إلى حالات وفاة جوعًا والقتل المباشر.
وحمّل التقرير شبكات التهريب مسؤولية 45% من هذه الانتهاكات، تليها جماعة الحوثي بنسبة 35%، ثم أطراف أخرى، بما فيها قوات محلية وعوامل مرتبطة بالنزاع المسلح.
وحذّر المركز الأمريكي من التداعيات الخطيرة لانخفاض المساعدات الدولية، الذي فاقم الأوضاع المعيشية للمهاجرين ودفع بعض النساء والفتيات إلى الاستغلال الجنسي القسري مقابل الغذاء والمأوى.
وطالب المركز الأمريكي المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات حازمة ضد شبكات الاتجار بالبشر، وتفعيل مسارات قانونية لحماية المهاجرين، ودعوة جماعة الحوثي لوقف تجنيد المهاجرين واحتجازهم في أماكن غير مطابقة للمعايير الدولية. كما دعا المركز حكومات دول القرن الإفريقي، خصوصًا إثيوبيا والصومال، إلى معالجة جذور الهجرة والتنسيق لإعادة مواطنيها المحتجزين وتقديم الدعم للناجين.
وشدّد المركز الأمريكي للعدالة على أن الصمت الدولي إزاء هذه الانتهاكات لا يعني سوى استمرار نزيف الأرواح على طريق لا يرى في المهاجرين بشرًا لهم حقوق، مجددًا التزامه بمواصلة التوثيق والتحقيق والمناصرة القانونية لحماية المهاجرين ومساءلة المتورطين.
مرتبط
الوسوم
المهاجرين إلى اليمن
المهاجرين الأفارقة
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news