مشاهدات
هاجمت صحيفة سعودية مرة أخرى المجلس الانتقالي في جنوبي اليمن، على خلفية اجتياحهم العسكري لمحافظتي حضرموت والمهرة، واعتبرت ماقامت به خطر على المملكة تتحمل مسؤوليته قيادته التي تراها بأنها أصل المشكلة.
وقال عبدالرحمن الراشد المقرب من صناع القرار في السعودية في مقال له بصحيفة الشرق الأوسط، اليوم السبت بعنوان "الانتقالي فتح عش الانفصاليين" إن الهجوم العسكري للانتقالي في حضرموت في عملية وصفها بـ "الاستعراضية الإعلامية" عزز من نظرة المرتابين له بأنه ليس سوى حوثي آخر.
وقال الراشد في سبيل مقارنة الحوثي بالانفصاليين "حتى الحوثي بما أوتي من قوةٍ ودعم إيراني، يعيش في قوقعةٍ مغلقة.... أصبحَ يدرك أنَّ علاقتَه بإيرانَ عبءٌ قد يكلفه وجودَه، وأنَّ فرصتَه في البقاءِ بصورةٍ مَا، مرهونةٌ بالتوافق الداخليّ والعلاقة مع الرياض".
وأشار الراشد إلى شرطين لنجاح الانتقالي في المشروع الذي يسعى لتحقيقه، وهما القبول اليمني والتأييد السعودي، ومن دون ذلك لن يستطيع المضي طويلاً وبعيداً.
وقال الراشد في مقاله إن سلوك الانفصاليين عبر الانتقالي يعزز كذلك الموقف أنه خطر على المملكة السعودية وأيضا سلطنة عمان، باعتبارهما دولتين تربطهما حدود جغرافية مع اليمن.
وفي إشارة ضمنية إلى الإمارات، أوضح الراشد أن هناك دولاً تستطيع الحضور في الأزمات، لكن في حالة اليمن فإنه "لا توجد سوى دولةٍ واحدةٍ لها تأثيرٌ دائمٌ على اليمن، سواء أكانَ موحَّداً أم مجزأً، هي السّعودية، وبدرجةٍ ثانيةٍ سلطنةُ عُمان التي لهَا حدودٌ غرباً مع الجنوب اليمني".
وأضاف الراشد "والجغرافيا تبقَى - كمَا قالَ نابليون - «الحقيقةَ الوحيدةَ في السياسة». كما أن ديمومةُ التأثيرِ تبقَى العاملَ الأهمَّ للقوى اليمنية، وهنا تُوكّد الحتمية الجغرافية.
وسرد الراشد سلسلة من التجارب اليمنية "القوى في الجنوب، وكذلك في الشمال مِن دونِ الجارةِ الشماليةِ الكبرى، لا تستطيعُ إنجاحَ مشاريعِها السياسيةِ، ولو نجحتْ لحين، تاريخيّاً ومنذ السّتيناتِ والتدخلِ المصريِّ، وإلى اليوم".
وفيما يبدو أنه اقتناع سعودي أن عيدروس الزبيدي هو أصل المشكلة وتدعو للخلاص منه على غرار السلال في قيادة الجمهورية في ستينيات القرن الماضي، قال الراشد: "سيكتشف بقيةُ الرفاقِ في المجلس الانتقالي أنَّ قيادتَه ربما هي العقبةُ، وليست فكرة الانفصالِ نفسها. وهذا ما كانَ مع الرئيس عبد الله السَّلال في صنعاءَ، الذي اجتمع القبليون والجمهوريون على إبعاده، في أعقاب التَّصالح السّعودي المصري عام 1967".
وأوضح أن ما فعلته قيادةُ «الانتقالي»، مع أنَّها لم تتجاوز تخومَ حضرموتَ في عمليةٍ استعراضية إعلامية، هو أنَّها افتعلت أزمةً لم تحقق سوى أنَّها نبشتِ الخلافاتِ مع قوى جنوبيةٍ مضادة، بما فيها الحضرمية. الهجومُ العسكريُّ وسَّعَ مفهومَ الانفصال والاستقلالات".
وتابع: "كانَ من المنتظر أن يكونَ «الانتقالي» أكثرَ تفاعلاً مع الحكومةِ الشرعية، وليس التمرد عليها"، مشيراً إلى أن للانفصاليينَ حاجةٌ أكبر في إقناع كلّ الأطراف الخارجية والداخلية بمشروع الدولة، ليس بالمدرعات، بل بالتوافق.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news