استضافت مساحة جسر الإبداعية، التي افتتحتها مؤسسة جدارية للتنمية الثقافية والإعلامية، في العاصمة عدن، وبدعم من مشروع اليونسكو "توظيف الشباب عبر التراث والثقافة في اليمن"، الممول من الاتحاد الأوروبي، فعالية ثقافية بعنوان " تاريخ التصوير الفوتوغرافي في عدن"، قدمتها المدربة المحترفة في مجال التصوير الفوتوغرافي تهاني الخضر.
وتناولت الفعالية لمحة عامة عن تاريخ التصوير الفوتوغرافي، والمراحل التي مر بها عبر العصور المختلفة، بدءاً من طرق حفظ الصور وتطور تقنيات التصوير وصولا إلى دخول الالوان وتنوع أنواع الكاميرات والعدسات، مسلطة الضوء على التحولات الفنية والتقنية التي شهدها هذا المجال.
وأشارت المدربة تهاني الخضر إلى أن دخول التصوير الفوتوغرافي إلى مدينة عدن يعود إلى عام 1839م، خلال فترة الاستعمار البريطاني، عبر الضباط والرحالة الذين استخدموا الكاميرا لتوثيق زياراتهم، موضحة أن الصور في تلك المرحلة كانت تقتصر على الميناء والتحصينات والسفن والمناظر الطبيعية.
ولفتت إلى أن الصور كانت ترسل إلى بريطانيا لتحميضها، مبينة أنه في مطلع القرن العشرين بدأت تظهر الاستوديوهات التجارية في عدن، والتي كان يمتلكها هنود أو يهود عدنيون او اجانب، مشيرة إلى أن أول استوديو تصوير في عدن كان للمصور الإيطالي" كاتينو" في منطقة التواهي وعند مغادرته عدن أثناء الحرب العالمية الأولى تولى إدارة الاستوديو تلميذه الهندي كريستان.
وأكدت الخضر، أن مدينة عدن شهدت خلال ثلاثينيات وخمسينيات القرن الماضي ازدهاراً ملحوظاً في مجال التصوير الفوتوغرافي مع افتتاح العديد من الاستوديوهات المتخصصة بتصوير العائلات والأعراس والبورتريه، معددة أبرز الاستوديوهات التي اشتهرت آنذاك منها: استوديو عقيل (العدني)، واستوديو النصر (عقيل عباسي)، واستوديو المصور اليهودي داني، واستوديو الجنوب (عبدالجليل العبسي – 1948م) في حافة حسين، واستوديو الفن الحديث (فؤاد مكي – 1949م) في السيلة.
وأضافت" أن خمسينيات وستينيات القرن الماضي مثلت العصر الذهبي للتصوير الفوتوغرافي في عدن، مع ظهور الصحف والمؤسسات والدوائر الحكومية، ما أسهم في توسيع دور الصورة في التوثيق الإعلامي.
وأوضحت ، بان مرحلة ما بعد الاستقلال عام 1967م شهدت تحول التصوير إلى أداة رئيسية لتوثيق المرحلة الوطنية الجديدة والتعبير عن الهوية الوطنية ورصد الإنجازات والمناسبات الرسمية، مؤكدة أن التطور التقني أحدث نقلة نوعية في عالم التصوير من الكاميرات التقليدية إلى الرقمية ومن الصور بالأبيض والأسود إلى الألوان.
واختتمت المصورة تهاني الخضر، بالإشارة إلى أن الكاميرا اليوم أصبحت في متناول الجميع عبر الهواتف الذكية وبفضل سهولة استخدامها وجودة نتائجها بات التصوير وسيلة أساسية لنقل الأحداث وتوثيق الواقع اليومي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news