شهدت العاصمة اليمنية صنعاء صباح اليوم، الجمعة، توتّراً أمنياً ملحوظاً، بعد أن نفّذت مليشيا الحوثي المدعومة من إيران حملة مداهمات واعتقالات واسعة طالت حياً سكنياً في قلب المدينة.
وبحسب مصادر محلية وشهود عيان، فإن قوة أمنية كبيرة تابعة للحوثيين، مدعومة بآليات عسكرية، أقامت حظراً عسكرياً شاملاً على حي "الصعدي" المكتظ بالسكان، والذي يقع بالقرب من البوابة التاريخية "باب اليمن".
وقد تم إغلاق كافة المنافذ المؤدية إلى الحي وإقامة نقاط تفتيش عشوائية، مما أثار حالة من الذعر والترقب بين السكان.
بدأت العملية في ساعات الصباح الأولى، عندما انتشرت عناصر الأمن الحوثي في شوارع الحي وأزقته الضيقة، وبدأت بملاحقة عدد من الشباب والمدنيين.
قامت القوة باقتحام عدد من المنازل واعتقال ساكنيها دون توجيه أي تهمة واضحة، في عملية وصفتها المصادر بأنها "أشبه بالاختطاف".
وم بين العشرات الذين تم اعتقالهم، برز اسم "محمد العفيري"، وهو مدني يُعرف في الحي بإدعائه أنه "المهدي المنتظر"، وهو ما يعتبر تحدياً مباشراً للسلطة الدينية والسياسية التي يمثلها الحوثيون، والذين يستمدون جزءاً كبيراً من شرعيتهم من المرجعية الدينية الزيدية.
لم يصدر عن الحوثيين أي بيان رسمي يعلق على الحملة حتى الآن، لكن ناشطين حقوقيين محليين يرون أن الاعتقالات تأتي في سياق تصعيد القمع ضد أي أصوات أو تحركات قد تُعتبر تحدياً لسلطتهم المطلقة في المناطق الخاضعة لسيطرتهم.
ويُعدّ ادعاء شخص ما بالمهدية أمراً حساساً للغاية في البيئة اليمنية، وخاصة في أوساط الطائفة الزيدية التي ينتمي إليها الحوثيون، حيث يُنظر إلى "المهدي المنتظر" كشخصية دينية مقدسة ستظهر في آخر الزمان. ويعتبر ظهور مدّعٍ للمهدية تهديداً مباشراً للمشروعية الدينية التي يتستر بها الحوثيون لتبرير حكمهم.
أفاد شهود عيان بأن عملية الاعتقال تمت بعنف وتركت أثراً نفسياً كبيراً على سكان الحي، خاصة النساء والأطفال. وما زالت أسر المعتقلين في حالة قلق بالغ على مصير أبنائها، حيث لم يتم الكشف عن مكان احتجازهم أو السماح لأي من ذويهم بزيارتهم.
ويأتي هذا التطور ليؤكد مجدداً على تدهور وضع حقوق الإنسان في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، حيث تستمر حملات الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري بحق المعارضين السياسيين والنشطاء والمدنيين العاديين.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news