يواصل المجلس الانتقالي الانفصالي تصعيده ضد الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، متجاهلا المطالب المحلية والإقليمية الداعية إلى سحب قواته من محافظتي حضرموت والمهرة، اللتين تمثلان قرابة نصف المساحة الجغرافية لليمن.
وعلى الرغم من دعوات الحكومة اليمنية، ومجلس القيادة الرئاسي، والوفد السعودي، بانسحاب قوات المجلس الانتقالي من المحافظتين، لم يتخذ المجلس أي خطوات عملية لتنفيذ تلك المطالب. وخلال الأيام الماضية، عززت قواته من سيطرتها الأمنية في حضرموت والمهرة، ونفذت عملية عسكرية في وادي سر بمحافظة حضرموت.
وفي سياق متصل، واصل المجلس الانتقالي تجاهل دعوات الانسحاب، متخذا خطوة أخرى تمثلت في إعلان عملية عسكرية بمحافظة أبين، مدعيا ملاحقة عناصر إرهابية، في خطوة اعتبرها مراقبون محاولة لصرف الأنظار عن المطالب الشعبية والرسمية بانسحابه من محافظات شرق اليمن.
وأمس الخميس، طالب محافظ حضرموت سالم الخنبشي بانسحاب قوات المجلس الانتقالي من المحافظة، معتبرا ذلك الحل الأمثل لتجنب اندلاع أي صراع. جاء ذلك خلال لقائه، عبر الاتصال المرئي، مع كبير المستشارين السياسيين بمكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، ماساكي واتانابي، وفقا لبيان صادر عن السلطة المحلية بحضرموت نشر على صفحتها في فيسبوك.
وبحث اللقاء التطورات المتسارعة في المحافظة، وسبل تعزيز الاستقرار في مناطق الوادي والصحراء. كما استعرض المحافظ جهود السلطة المحلية الرامية إلى معالجة التوترات وضمان ممارسة مهامها كاملة في مديريات الوادي والصحراء.
وشدد الخنبشي على أن الحل الأمثل يتمثل في عودة قوات المجلس الانتقالي إلى مواقعها السابقة، بما يضمن عدم حدوث صدام، وتجنيب المحافظة أي صراع، وملء الفراغ بقوات من الأجهزة الأمنية من أبناء المحافظة، وبمساندة قوات درع الوطن التي ستتولى مهام حماية الحدود والمنافذ، مؤكدا قدرة هذه القوات على حفظ الأمن والاستقرار.
وفي سياق آخر، التقى رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي، الأربعاء، بمحافظ ذمار المعين من الحكومة علي القوسي، لبحث ما وصفه بتضافر جهود القوى الوطنية المنضوية في إطار مجلس القيادة الرئاسي لتحرير المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي في الشمال.
وخلال اللقاء، شن الزبيدي هجوما على الحكومة، متهما قيادة الشرعية بالتنصل المتكرر من المهام الوطنية المتمثلة في تحرير المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
وقال إن جهودا بذلت من قبل القوى الوطنية للتحضير لما سماه معركة الخلاص، إلا أنها اصطدمت، حسب تعبيره، بقيادة وصفها بعديمة المسؤولية، اتجهت إلى اختلاق الأزمات وزرع الخلافات في الجنوب، وابتعدت عن واجبها في تحرير الأرض.
ولم يتطرق الزبيدي من قريب أو بعيد إلى المطالب بخفض التصعيد في حضرموت والمهرة، بل شن تصعيداً خطابيا ضد الشرعية غير مسبوق يتمثل بوصف الحكومة بأنها عديمة القيادة، فيما لم تعلق الشرعية على هذا الهجوم.
---
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news