يمن إيكو|تقرير:
أعلنت شركة (أوشن نتوورك إكسبرس) للشحن البحري، هذا الأسبوع، العودة للإبحار عبر مضيق باب المندب بخدمة ملاحية تربط بين الصين وموانئ البحر الأحمر، الأمر الذي شكل مؤشراً جديداً على توجه قطاع الشحن نحو العودة إلى الممر المائي، برغم تردد العديد من الشركات.
وقبل يومين، قالت الشركة الآسيوية الكبيرة التي تعرف اختصاراً بـ(ون) في بيان رصده موقع “يمن إيكو”: “يسرّنا الإعلان عن إطلاق خدمة (البحر الأحمر – الصين) الجديدة، المصممة لتوفير اتصال مُحسّن بين الصين والبحر الأحمر”.
وأضافت: “لقد تمّ إطلاق هذه الخدمة الجديدة لتلبية الطلب المتزايد بين موانئ الصين والبحر الأحمر، مما يُتيح لنا تقديم خدمة أفضل لعملائنا من خلال تغطية شبكية مُحسّنة، وحلول شحن موثوقة”.
ووفقاً للبيان فإن الخدمة تربط بين الصين وموانئ جدة، والعقبة، والسخنة، في البحر الأحمر، وهو ما يعني أن الخدمة لن تعبر قناة السويس.
ومن المقرر إطلاق الخدمة في يناير القادم، وستكون أول سفينة هي (إس إس إف دريم).
وفي تقرير رصده موقع “يمن إيكو”، قالت منصة (فرايت ويفز) لتحليل بيانات سوق الشحن، إن “هذا الإعلان يأتي كجزء من اتفاقية استئجار مساحة مع شركة (آر سي إل) الآسيوية للشحن، والعديد من شركات النقل الأخرى، ضمن خدمة (آر سي إل الصين-البحر الأحمر) التي تم تدشينها في نوفمبر”.
وبحسب التقرير فإن السفينة الأولى التي ستعبر ضمن الخدمة ستحمل 3 آلاف حاوية سعة 20 قدماً.
وذكر التقرير أن شركة (غلوبال فيدر شيبيغ) الإماراتية، وشركة (تي إس لاينز) الصينية، تشاركان في الخدمة، إلى جانب شركة (إيفرغرين) العملاقة كمشارك في نظام حجز المساحة.
وقالت منصة (لويدز ليست) البريطانية المتخصصة في شؤون النقل البحري، إن “هذه الخدمة الجديدة تأتي في إطار توجه شركات نقل الحاويات نحو استئناف عمليات النقل عبر البحر الأحمر تدريجياً”.
وفي منشور على منصة (لينكد إن) رصده موقع “يمن إيكو”، قال جوناس بوس، مدير المبيعات في شركة (آر آي إم) الأمريكية للخدمات اللوجستية، إن هذه الخطوة “تضيف بُعداً جديداً لكيفية تفكير شركات الشحن في تصميم شبكاتها لعام 2026”.
وأوضح أن عودة شركة (ون) تأتي “عبر اتفاقية تأجير مساحات شحن مع شركات شحن إقليمية، بدلاً من إعادة نشر أسطولها الرئيسي بالكامل”، مشيراً إلى أن “هذا التمييز مهم، فهذه ليست عودة جريئة وشاملة، ولا هي نهجٌ سلبيٌّ قائمٌ على الترقب والانتظار، بل هي عودةٌ مدروسةٌ وتكتيكيةٌ إلى أحد أهم ممرات التجارة العالمية”.
وأضاف: “هذا يعكس الدقة والاهتمام بالتفاصيل، فخلال العام الماضي، قامت العديد من شركات الشحن بتصميم شبكاتها لعام 2026 بشكلٍ مدروسٍ حول مسارات رأس الرجاء الصالح، وتبسيط عمليات النقل، وتقليل عدد مرات التوقف في الموانئ، وفي الوقت نفسه، أعربت شركات أخرى مثل (سي إم إيه سي جي إم) الفرنسية و(ميرسك) عن رغبتها الشديدة في إبقاء قناة السويس ضمن أولوياتها الاستراتيجية، أما خطوة (ون) فتقع بين هاتين الفلسفتين”.
وقال إنه “من خلال الاستفادة من عقود تأجير السفن والشراكات الإقليمية، تحدّ شركة (ون) من المخاطر مع استعادة بعض المزايا التجارية التي توفرها المسارات الأقصر بين الشرق والغرب، وتحديداً تحسينات زمن العبور، وسرعة حركة المعدات، وكفاءة التكلفة، وهذه طريقة لاختبار الوضع بدون ربط الشبكة بأكملها بفرضية جيوسياسية واحدة”.
ووفقاً له فإن “عام 2026 سيتميز بشبكات شحن متعددة الطبقات، وخيارات متنوعة، وتجارب استراتيجية، وليس عودة إلى الخريطة القديمة، بل إعادة رسمها بدقة، مساراً تلو الآخر”.
وكانت شركة (سي إم إيه) الفرنسية أعلنت في وقت سابق هذا الشهر إعادة تفعيل خدمة ملاحية رئيسية تربط بين الشرق الأقصى والغرب عبر البحر الأحمر، اعتباراً من يناير.
ولا تزال شركات مرتبطة بإسرائيل مثل (ميرسك) و(إم إس سي) و(هاباغ لويد) تمتنع عن العودة إلى البحر الأحمر وتنتظر المزيد من المؤشرات الإيجابية خلال عدة أشهر، بسبب مخاوف تتعلق بهشاشة وقف إطلاق النار في غزة، وكذلك مخاوف من انخفاض أسعار الشحن، برغم أنها تتجه نحو الانخفاض على أية حال، فيما قالت شركة (زيم) الإسرائيلية أنها تنتظر ضوءاً أخضر من قطاع التأمين البحري.
ولكن وفقاً لخدمة (كبلر) لتحليل البيانات، فإن أقساط التأمين على المخاطر في البحر الأحمر- خصوصا بالنسبة للشحن المرتبط بإسرائيل- لن تعود إلى وضع ما قبل الأزمة إطلاقاً، بسبب بقاء احتمالات تجدد الصراع، الأمر الذي يعني أنه سيتعين على شركات الشحن التعامل مع وضع طبيعي جديد، يتطلب تخطيطاً مختلفاً ومرناً، وهو ما يعكسه قرار شركة (ون).
وبلغت حركة عبور السفن في باب المندب خلال نوفمبر الماضي أعلى مستوى لها منذ يناير 2024، بسبب التوجه المتزايد للعودة إلى البحر الأحمر وإن بشكل جزئي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news