اعتبر "يوئيل غوزانسكي"، الباحث الأول في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي (INSS)، أن جنوب اليمن يشهد تحولاً جذرياً أعاد رسم الخريطة السياسية والعسكرية للبلاد، مؤكداً أن اليمن لم يعد دولة موحدة بل بات منقسماً "بحكم الأمر الواقع" إلى كيانين؛ شمالي يسيطر عليه الحوثيون، وجنوبي يقوده المجلس الانتقالي بدعم من دولة الإمارات.
نهاية "اليمن الموحد" وتراجع الدور السعودي..
وأشار غوزانسكي، في تحليل حديث له، إلى أن سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي على العاصمة المؤقتة عدن، ومحافظة حضرموت الاستراتيجية، تُمثل إعلاناً عن فشل التحالف الذي تقوده السعودية منذ عام 2015. ووصف الباحث التحالف السابق بأنه كان "ضعيفاً ومجزأً"، معتبراً أن المشهد الحالي يعكس إقصاءً تدريجياً للرياض من الجنوب، مقابل نجاح أبوظبي في بناء كيان بديل يمتلك مقومات الحكم والجيش.
قوة جنوبية منظمة أمام الحوثيين ويرى الباحث أن تشرذم خصوم الحوثيين يمنح مليشيا الحوثي ميزة فورية، إلا أن ظهور "قوة جنوبية منظمة ومنضبطة" تسيطر على السواحل والموانئ وطرق التهريب يمثل تهديداً حقيقياً للحوثيين على المدى المتوسط. وأوضح أن هذه هي المرة الأولى التي يظهر فيها طرف فاعل يمتلك قدرات حكم ذاتية وعسكرية قوية، وليس مجرد فصيل "مناهض للحوثيين"، حسب تعبيره.
النافذة الاستراتيجية لإسرائيل
وفيما يخص المصالح الإسرائيلية، يرى غوزانسكي أن هذا التحول يفتح "نافذة استراتيجية" رغم استمرار خطر الحوثيين في الشمال. وتتمثل هذه الفرصة في:
السيطرة على باب المندب
: وجود كيان مستقر في الجنوب يسيطر على ميناء عدن وممرات الملاحة الدولية يساهم في الحد من النفوذ الإيراني.
اتفاقيات أبراهام
: استشهد الباحث بتلميحات سابقة لرئيس المجلس الانتقالي، عيدروس الزبيدي، حول إمكانية التطبيع في المستقبل.
توصيات لإدارة العلاقة
واختتم غوزانسكي تحليله بتحذير صانع القرار في إسرائيل من المبالغة في التوقعات، مشدداً على أن "الجنوب مؤيد للإمارات وليس بالضرورة مؤيداً لإسرائيل". ودعا إلى إدارة العلاقة مع هذا الواقع الجديد من خلال القناة الإماراتية بحكمة، مع مراعاة التوازنات الحساسة بين أبوظبي والرياض، معتبراً جنوب اليمن امتداداً للصراع الإقليمي الأوسع على نفوذ البحر الأحمر.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news