قال السفير البريطاني السابق لدى اليمن، إدموند فيتون براون، أن اليمن كان من أبرز الساحات التي كشفت مبكرًا عن تداخل مشروع جماعة الإخوان الارهابية مع الفوضى والصراعات المسلحة، سواء عبر استغلال مؤسسات الدولة أو التقاطع مع جماعات متطرفة، مؤكدا بدء التحولات الغربية تجاه جماعة الإخوان، ادراكا منها متأخرا لطبيعة الخطر الذي تمثله الجماعة.
واشار في حوار مع العين الاماراتية، الى ان التجربة اليمنية، إلى جانب تجارب دول عربية أخرى، أظهرت أن الإخوان لا يعملون كتيار سياسي تقليدي، بل كتنظيم أيديولوجي عابر للحدود، يوظف الأزمات والحروب لتعزيز نفوذه، وهو ما جعل خطره يتجاوز الإطار المحلي ليصبح تهديدًا إقليميًا ودوليًا.
واوضح الدبلوماسي البريطاني السابق أن دولًا عربية، قرأت هذا الخطر مبكرًا، خصوصًا في اليمن، حيث لعبت الجماعة – بحسب قوله – أدوارًا معقدة داخل مؤسسات الدولة وفي ساحات الصراع، ما أعاق جهود الاستقرار ومكافحة الإرهاب.
وأكد براون، وهو باحث بارز في قضايا مكافحة الإرهاب بمنظمة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن، أن الغرب تجاهل لسنوات التحذيرات القادمة من المنطقة، وتعامل مع الإخوان بنوع من “السذاجة السياسية”، معتبرًا إياهم مجرد معارضين سياسيين.
وقال إن هذا النهج كان واضحًا في بريطانيا خلال تسعينيات القرن الماضي، عندما كانت تحذيرات مصر والإمارات والسعودية تُقابل بالاستخفاف، بدعوى حماية “المعارضة السياسية”.
وأضاف أن هذا التراخي سمح للإخوان ببناء شبكات تنظيمية ومالية داخل أوروبا، مستفيدين من غياب المتابعة الأمنية الجادة، في وقت كانت فيه الأجهزة الغربية منشغلة بملفات كبرى مثل تنظيم القاعدة ولاحقًا “داعش”. واعتبر أن أحداث 11 سبتمبر وصعود التنظيمات الإرهابية أثبتت أن الرهان على الإسلام السياسي كان خيارًا كارثيًا على المدى الطويل.
وحول التحركات الأمريكية الأخيرة، أوضح براون أن واشنطن تتجه لمعالجة ملف الإخوان بجدية غير مسبوقة، عبر مسارات تشريعية وتنفيذية، تشمل مشروع قانون في الكونغرس، وتحركات على مستوى الولايات، إضافة إلى تقييم رسمي لعدد من فروع الجماعة في المنطقة. وتوقع أن تقود هذه الخطوات إلى واقع جديد يصعب على العواصم الأوروبية، ومنها لندن، تجاهله.
وفيما يتعلق بمخاوف انتقال الإخوان للعمل السري، نفى براون صحة هذه المزاعم، مشيرًا إلى أن الحظر يفتح الباب أمام تحقيقات أعمق، ويعزز قدرة الدولة على تتبع التمويل والخطاب التحريضي. واستشهد بتجربة النمسا، التي أدت – بحسبه – إلى تنظيم البيئة القانونية دون اضطرابات مجتمعية.
وأشاد براون بتجربة الإمارات ومصر والسعودية في مواجهة الإخوان، مؤكدًا أنها قائمة على معرفة تفصيلية ببنية التنظيم وأساليبه، داعيًا الغرب إلى الاستفادة من هذه الخبرات. واختتم بالتأكيد على أن التحول الغربي الحالي يمثل اعترافًا متأخرًا بصحة التحذيرات العربية، مشددًا على أن التحدي مع الإخوان أيديولوجي وتنظيمي، لا ديني، ويتطلب وضوحًا سياسيًا وحسمًا أمنيًا.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news