"جرائم حرب عرقية" في بورتسودان.. تحقيق أميركي يكشف تفاصيل مروعة

     
عدن تايم             عدد المشاهدات : 38 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
"جرائم حرب عرقية" في بورتسودان.. تحقيق أميركي يكشف تفاصيل مروعة

أفاد تحقيق لشبكة "سي إن إن" الأمريكية بأن قوات بورتسودان وتحت بصر قائدها عبد الفتاح البرهان نفذت حملة عنف "مروّعة" في ولاية الجزيرة، في الوقت الذي وصفها مسؤول أممي بعد الاطلاع على تفاصيل التحقيق بأنها "إبادة جماعية على أسس عرقية".

وبحسب "سي إن إن"، فإن اللافت أن تلك الانتهكات التي ارتكبتها قوات بورتسودان والميليشيات المتحالفة معها "ظلت طي الكتمان إلى حد كبير".

وحشية غير مسبوقة

وفي تفاصيل الانتهاكات التي وثّقها التحقيق، فقد استخدمت قوات بورتسودان والميليشيات الرديفة أساليب وحشية "غير مسبوقة" تشمل القتل الجماعي والإعدامات الميدانية، بناء على شهادات من ناجين تتحدث عن إعدامات تعسفية لمدنيين يُشتبه في تعاطفهم مع قوات الدعم السريع، خاصة من قبائل غير عربية في مناطق دارفور وكردفان.

كما نقل التحقيق شهادات عن عنف جنسي و"اغتصاب منهجي" استُخدم كأداة حرب، مع تركيز على النساء والفتيات في القرى المستهدفة، إضافة إلى سياسة "التطهير العرقي"، إذ كشفت حرق قرى بأكملها وتدمير بنى تحتية حيوية مثل الأسواق والمستشفيات، بهدف إجبار السكان على النزوح.

ومن سياسات العقاب الجماعي في ولاية الجزيرة تحديداً، كان القصف العشوائي، من غارات جوية على مناطق مدنية كثيفة السكان، أسفرت عن مئات الضحايا المدنيين، بما في ذلك أطفال ونساء.

وأشارت "سي إن إن" إلى أن تلك الانتهاكات جرت بتوجيه من أعلى مستوى في قيادة قوات بورتسودان، كاشفة عن أن مسؤولاً في جهاز المخابرات العامة كان مسؤولاً في تنسيق الهجمات في ولاية الجزيرة، بل إن قائد القوات عبد الفتاح البرهان "كان على علم بعمليات القتل".

مسرح المجزرة

وحدد التحقيق زمن الانتهاكات المروّعة في ولاية الجزيرة خلال يناير/ كانون الثاني الماضي، مع محاولة قوات بورتسودان استعادة مدينة "ود مدني" الاستراتيجية من قوات الدعم السريع، مشيراً إلى أن "الفظائع كانت تتصاعد وتيرتها" كلما اقتربت قوات البرهان من المدينة.

وفي قرية "الكريبة" أظهرت مقاطع فيديو احتجاز عشرات الشبان من قبل قوات بورتسودان والاعتداء عليهم بـ "وحشية"، متهمينهم بالانتماء إلى قوات الدعم السريع، كما أشار التحقيق إلى مجزرة اُرتكبت قرب ما يُعرف بـ "جسر الشرطة"، حيث أظهرت اللقطات نحو 50 جثة في "مسرح مجزرة" وفق وصف "سي إن إن".

ونقلت الشبكة الأمريكية عن ما وصفته بـ "مُبلّغ" من داخل الرتب العليا لجهاز المخابرات العامة في بورتسودان، والذي تحدّث دون الكشف عن اسمه "خوفاً من الانتقام"، مشيراً إلى أن الضحايا المقتولين عند جسر الشرطة "دُفنوا في مقابر جماعية".

واللافت أن المصدر "المخابراتي" أقرّ بأن القتلى ليسوا فقط من قوات الدعم السريع، بل كان هناك مدنيون تم إعدامهم "بناء على شبهات"، فيما أكدت صور الأقمار الصناعية للمنطقة بعد أيام من المجزرة ظهور أجسام بيضاء يُفترض أنها لجثث ملفوفة في قبر جماعي.

لكن المقابر الجماعية لم تكن الطريقة الوحيدة التي استخدمتها قوات بورتسودان وميليشياتها للتخلص من الجثث، بحسب تحقيق "سي إن إن"، التي نقلت عن "مبلّغ" ثان من المخابرات أن بعض المدنيين الذي اتُهموا بالتعاون مع قوات الدعم السريع قد أُطلق عليهم النيران ثم ألقي بهم في قناة مياه.

البرهان فوق الجثث

وعلى بعد أربعة أميال فقط من قرية "بيكة"، أفاد المبلّغ أن جثثاً ألقيت في الماء، فيما كان البرهان بعد أيام يخاطب جنوده من خلف القناة نفسها التي ألقيت فيها الجثث بحسب المصدر الاستخباراتي.

وتظهر صور الأقمار الصناعية التي التُقطت في مايو/ أيار الماضي، بعد انحسار منسوب المياه، ما يبدو أنه عشرات الجثث في قاع القناة على بُعد أمتار من المكان الذي كان يقف فيه البرهان.

ووفق "سي إن إن" فإن الهجمات المروّعة التي ارتكبتها قوات بورتسودان على طول الطريق المؤدي إلى "ود مدني" لم تكن "معزولة" بل كانت "جزءاً من حملة أوسع نقاطاً من الاعتداءات ذات الدوافع العرقية" التي استهدفت ما لا يقل عن 39 قرية في ولاية الجزيرة.

وتركزت الانتهكات ضد "الكنابي" وهو مجتمع زراعي غير عربي غالباً ما تطلق عليه الميليشيات لقب "السودانيين السود"، ليصف أحد أعضاء بعثة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة الحملة العسكرية بأنها "إبادة جماعية مُستهدفة على أسس عرقية".

ويخلُص تحقيق "سي إن إن" إلى أنّ الإفلات من العقاب هو السبب الرئيسي في استمرار هذه الانتهاكات، حيث فشلت قوات بورتسودان في التحقيق الجدي في جرائم قواتها والميليشيات المتحالفة معها.

حصريًا.. تحقيق لـCNN يُظهر ارتكاب الجيش السوداني وميليشيات رديفة مجازر عرقية

pic.twitter.com/cLu98126Ma

— CNN بالعربية (@cnnarabic)

December 16, 2025

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

طبول الحرب تُقرع شرق حضرموت.. تحركات عسكرية مقلقة تهدد سيئون

العين الثالثة | 564 قراءة 

الكشف عن حقيقة القرار السعودي الأخير المتعلق باليمن

نيوز لاين | 515 قراءة 

القوات الجنوبية تخوض اشتباكات عنيفة في طور الباحة والطيران يتدخل

نافذة اليمن | 505 قراءة 

الكشف عن ترتيبات جديدة وتحريك فعلي للمسار السياسي في اليمن

وطن نيوز | 497 قراءة 

العبر على صفيح ساخن.. وحشود مسلـ.ـحة تحشد قرب ثمود لمهاجمة وادي حضرموت

صوت العاصمة | 433 قراءة 

محمد العرب يوجّه رسالة تحذير للزبيدي: وهم القوة يقود إلى مصير دقلو

نيوز لاين | 426 قراءة 

اعتقال قائد عسكري كبير و الحارس الشخصي للرئيس صالح سابقاً

يمن فويس | 331 قراءة 

حادثة مأساوية: تزويج طفلة لرجل ثلاثيني ينتهي بصدمة تقلب حياتها

نيوز لاين | 326 قراءة 

الانتقالي ينقل الأسلحة والدبابات الثقيلة من معسكر الخشعة باتجاه شبوة

قناة المهرية | 314 قراءة 

مطار الغيضة الدولي يشهد إتمام إجراءات الاستلام والتسليم بنجاح

نيوز لاين | 288 قراءة