أكد وزير الأوقاف والإرشاد في الحكومة اليمنية المعترف بها "محمد بن عيضة شبيبة"، الاثنين 15 ديسمبر/ كانون الأول أن الفتوى في العصر الراهن لم تعد مجرد حكم فردي أو رأي شرعي منعزل، بل أصبحت أداة للتوجيه وبناء مؤسسي تُحوّل القيم الشرعية إلى برامج عملية تمس حياة الناس.
جاء ذلك في كلمته خلال جلسة الوفود بالندوة الدولية الثانية للإفتاء، التي تنظمها دار الإفتاء المصرية تحت مظلة الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، بمشاركة نخبة من العلماء وممثلي المؤسسات الدينية من مختلف دول العالم، وفقاً لإعلام دار الفتوئ المصرية.
وشدد وزير الأوقاف، على أن انعقاد الندوة يعكس وعيًا عميقًا بدَوْر الفتوى المعاصرة في مواجهة التحديات الإنسانية، وربطها بمقاصد الشريعة الإسلامية وقيم الكرامة الإنسانية، معبراً عن شكره وتقديره لجمهورية مصر العربية، قيادةً وحكومةً ومؤسساتٍ دينيةً راسخةً، على رعايتها الكريمة لهذه الندوة.
وأضاف شبيبة أن الموضوعات التي تطرحها الندوة، تؤكد أن الفتاوى السياسية والمسلّسة غذّت العنف والتكفير وأسهمت في تمزيق النسيج الاجتماعي، بينما تهدف الندوة إلى إعادة الاعتبار للفتوى كصوت أخلاقي شجاع يحمي المجتمع ويصون الإنسان.
وأوضح أن وزارة الأوقاف اليمنية تسعى جاهدةً إلى النأي بالخطاب الديني والفتوى عن الصراع السياسي أو الطائفي، والإبقاء عليها حصرًا في سياق اختصاص المؤسسة الرسمية، بما يحفظ مكانة الفتوى ودَوْرها الشرعي والإنساني.
ولفت وزير الأوقاف اليمني إلى أهمية ربط الفتوى بالتمويل المستدام من الزكاة والوقف والكفارات والتكافل؛ داعيًا إلى الانتقال من الإغاثة المؤقتة إلى البناء التنموي المستدام، لا سيما في البلدان التي تعاني من الحروب والأزمات والكوارث.
وأكَّد أن الزكاة والوقف يمثِّلان أدوات إستراتيجية لمواجهة الفقر والجوع؛ إذا أُدِيرَا وفق رؤية مؤسسية، وأن الفتوى المقاصدية قادرة على توجيه الموارد نحو الأولويات الإنسانية الحقيقية، وبناء مؤشرات لقياس أثر الفتوى، بما يضمن فاعليتها ومصداقيتها.
ونوه شبيبة، إلى أن تخصيص الندوة لمحاور حول الفتوى في الحروب والنزاعات المسلحة والقانون الدولي الإنساني يعكس إدراكًا لأهمية الخطاب الشرعي في حماية المدنيين وتجريم الممارسات التعسفية، مستشهداً بتجربة اليمن والفلسطينيين.
واختتم الوزير اليمني، كلمته بالتأكيد على استعداد وزارة الأوقاف اليمنية للتفاعل مع مخرجات الندوة والمشاركة في مبادرات مشتركة لتطوير خطاب الفتوى بأبعادها الإنسانية وتعزيز التعاون بين المؤسسات الدينية على مستوى العالم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news