يمن إيكو|أخبار:
قال مسؤول تجاري كبير في الاتحاد الأوروبي إن الاتحاد سيفقد مصداقيته العالمية إذا فشل في إبرام الاتفاقية التجارية مع مجموعة (ميركوسور) لدول أمريكا الجنوبية، والتي تعتبر أكبر اتفاقية تجارية للاتحاد الأوربي على الإطلاق.
وفي تصريحات نقلتها صحيفة “فايننشال تايمز”، اليوم الإثنين، ورصدها موقع “يمن إيكو”، قال ماروش شيفكوفيتش، مفوض التجارة في الاتحاد الأوروبي، إن تأجيل التصويت على إبرام الاتفاقية هذا الأسبوع قد يؤدي إلى فشل الصفقة مع المجموعة التي تضم الأرجنتين والبرازيل وباراغواي وأوروغواي، وذلك بعد أن دعا رئيس الوزراء الفرنسي سيباستيان ليكورنو يوم الأحد إلى تأجيل الاتفاقية.
وقال شيفكوفيتش: “أعتقد أن هذه مسألة تتعلق بمصداقية الاتحاد الأوروبي وإمكانية التنبؤ بتصرفاته. نتحدث كثيراً في أوروبا عن ضرورة اتباع نهج استراتيجي. هناك قرار استراتيجي يجب اتخاذه”.
وأضاف أن الاتفاقية تحتوي على كل ما يحتاجه الاتحاد الأوروبي، مشيراً إلى أنها “ستفتح أسواقاً لسيارات وآلات الاتحاد الأوروبي وتعد بالوصول إلى المعادن الخام الحيوية لتقليل الاعتماد على الصين” حسب ما نقلت الصحيفة.
وتقول فرنسا إن الضمانات التي طرحها الاتحاد لحماية المزارعين من زيادة واردات المواد الغذائية، وخاصة الدجاج ولحم البقر الرخيص “لا تزال غير مكتملة”.
وقال شيفكوفيتش إن الاتفاقية تضمن بالفعل الحماية من زيادة الواردات، وأن هناك صندوقاً احتياطياً يزيد عن 6 مليارات يورو لدعم المزارعين في حالة تكبدهم خسائر.
ووفقاً للصحيفة فقد “حذر دبلوماسيون من أنه إذا تم تأجيل التصويت هذا الأسبوع، فقد تنسحب دول (ميركوسور) من الاتفاقية، مما يوجه ضربة قوية لجهود الاتحاد الأوروبي لتنويع الشركاء التجاريين في مواجهة التعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ولإنعاش اقتصاد الاتحاد المتعثر”.
وأضاف أن الاتفاقية “ستفتح سوقاً تضم 270 مليون شخص أمام النبيذ والمشروبات الروحية والمنتجات الغذائية الأوروبية وذلك سيفيد المزارعين”.
وتابع: “شركاؤنا في أمريكا اللاتينية حريصون على توقيع الصفقة الآن، إنها إشارة إلى أن الوقت قد حان للقيام بذلك” محذراً من أن “هؤلاء الشركاء يريدون صفقة مجدية تجارياً وذات مغزى وإلا سينسحبون”.
وقال إن الاتحاد الأوروبي يجري محادثات مع عدة دول أخرى، من الهند إلى أستراليا وماليزيا، بشأن اتفاقيات تجارية في سعيه لدخول أسواق جديدة، لكن هذه الدول قد تعيد النظر في الأمر إذا لم يتمكن الاتحاد الأوروبي من الوفاء بالاتفاقيات التي توصل إليها مفاوضوه بالفعل.
وأضاف: “إذا لم نتمكن من اتخاذ مثل هذا القرار المهم بشأن هذا النوع من الصفقات، فأنا أتصور أن ذلك قد يثير الشكوك في أذهان شركائنا في التفاوض”.
وأشارت الصحيفة إلى أن الاتحاد الأوروبي يسعى من خلال الاتفاقية لتصدير السلع الصناعية إلى أمريكا الجنوبية، بينما يسعى الطرف الآخر إلى تصدير اللحوم وفول الصويا والحبوب.
وبحسب الصحيفة فإن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يخشى من أن إبرام الاتفاقية قد يدفع المزيد من الناخبين إلى حزب التجمع الوطني اليميني في البلاد قبل الانتخابات الرئاسية لعام 2027.
ومن المقرر أن تسافر رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إلى البرازيل يوم السبت القادم لتوقيع الاتفاقية، لكنها لن تسافر بدون موافقة عواصم دول التكتل.
وأشارت الصحيفة إلى أن مجموعات الأعمال الأوروبية ترى أن هذه الصفقة التي استغرقت 25 عاماً للتفاوض بشأنها، أصبحت أكثر أهمية من أي وقت مضى بعد فرض الولايات المتحدة تعريفات جمركية على سلع الاتحاد الأوروبي، وفي ظل القيود الصينية على الواردات.
وكانت وكالة بلومبرغ قالت، أمس الأول، إن الاتحاد الأوروبي يواجه أياماً حاسمة ليثبت مكانته في النظام العالمي من خلال تقديم الدعم لأوكرانيا بدون مساعدة الولايات المتحدة، وكذلك إبرام الصفقة التجارية مع دول أمريكا الجنوبية، مشيرة إلى أن هذه الصفقة ستثبت أن الاتحاد الأوروبي ليس ضعيفاً كما يصفه ترامب.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news