في تصريحات موسعة، أكدت الناشطة الحقوقية نورا الجروي أن المرأة اليمنية باتت اليوم تمثل شكلًا من أشكال المقاومة الحقيقية والصامدة في مواجهة نظام قمعي وثقافة هيمنة ذكورية، وسط واقع يُصادر فيه الحقوق ويُقمع فيه الرأي، وتُعاقَب فيه النساء لمجرد التعبير عن آرائهن أو الدفاع عن قضاياهن العادلة.
وقالت الجروي إن صوت كل امرأة يمنية ترفض الصوت وتصر على الكلام في هذا الظرف الصعب "يُجسد شجاعة استثنائية"، مشيرة إلى أن النساء لم يكنّ طرفًا في إشعال نيران الحرب المستعرة منذ سنوات، ولا في استمرارها، لكنهن كنّ الضحية الأولى التي تحملت تبعاتها الكارثية، من فقدان للأحبة ونزوح قسري، وخوف دائم، وانتهاكات جسيمة، وصولًا إلى صمت فُرض عليهن بالقوة.
فعل المقاومة الإنسانية
وأوضحت الجروي أن "مطالبة المرأة اليمنية بحقها في العدالة أو الكرامة أو الأمان، أو دفاعها عن معتقل أو ضحية أو حقيقة مغيبة، يُعد في حد ذاته فعل مقاومة إنسانية".
ولفتت إلى أن التعبير عن الرأي لم يعد حقًا مكفولًا في اليمن، بل أصبح "مخاطرة حقيقية" تتضاعف خطورتها عندما يكون صاحب الصوت امرأة تواجه نيران القمع والثقافة المجتمعية معًا.
معركة مزدوجة: الحرب والثقافة
وبينت الجروي أن معركة المرأة اليمنية لا تقتصر على مواجهة ويلات الحرب والانتهاكات المسلحة، بل تمتد لتشمل صراعًا أكبر وأكثر تعقيدًا، وهو التصدي لثقافة الإقصاء والتشويه والترهيب التي تسعى لإسكات صوتهن بذرائع مختلفة، أبرزها "العيب" و"الخوف" و"الظروف الاستثنائية". مع ذلك، أكدت أن "كثيرًا من النساء اخترن الوقوف في صف الحق رغم التهديد والاستهداف المباشر".
شجاعة في مواجهة الخوف
وخلصت الناشطة الحقوقية إلى أن "الشجاعة لا تعني غياب الخوف، بل القدرة على الكلام رغم وجوده". واعتبرت أن كل امرأة يمنية ترفض الصمت اليوم "ليست حالة فردية، بل هي موقف وضمير حي يكتب تاريخًا مختلفًا لليمن، تاريخًا يُصنع بالكلمة والموقف، لا بالاستسلام والخنوع".
وفي ختام حديثها، وجهت الجروي "تحية لكل نساء اليمن الشجاعات اللواتي واجهن الحرب بالكلمة والصبر والإصرار على الحياة"، مؤكدة أن "الصمت أمام الظلم ليس فضيلة، وأن انتهاك حقوق النساء ليس تفصيلًا عابرًا يمكن تجاهله في أي عملية سلام أو بناء مستقبلي".
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news