يشهد مخيم الاعتصام في الضالع اليوم زخمًا جماهيريًا غير مسبوق، مع توافد واسع للحشود الشعبية التي احتشدت منذ ساعات الصباح الأولى، في مشهد وطني جسّد عمق الانتماء، وقوة الموقف، ووحدة الصف الجنوبي. وقد برز الحضور الكثيف لأبناء مريس وحَجَر، الذين قدموا في مواكب جماعية، رافعين شعارات التضامن والوفاء، ومؤكدين اصطفافهم الكامل مع دولة الجنوب وخياراتها الوطنية.
وخلال الفعالية، أُلقيت كلمات معبّرة عبّرت عن وجدان الشارع الجنوبي، وأكدت أن هذا الحضور ليس مجرد تظاهرة عابرة، بل رسالة سياسية وشعبية واضحة المعالم، تعكس الالتفاف الشعبي خلف قيادة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي، باعتباره رمزًا لمرحلة نضالية تتجسد فيها تطلعات الجنوب نحو استعادة دولته وبناء مؤسساته على أسس وطنية راسخة.
وشدد المتحدثون على أن مريس كانت وستظل جنوبية الهوى والهوية، وأن موقفها اليوم يأتي امتدادًا لتاريخ طويل من التمازج النضالي بين أبنائها وأبناء الجنوب كافة. تاريخٌ حافل بالمواقف الصلبة التي لم تتبدل بتبدل الظروف، ولم تنحنِ أمام العواصف، بل ظلت ثابتة في خندق الدفاع عن الأرض والكرامة والقرار الحر.
وأكدت الكلمات أن ما يربط مريس بالجنوب ليس ظرفًا سياسيًا طارئًا، بل عمق تاريخي متجذر، صاغته مواقف الرجال والنساء في مختلف المحطات المفصلية، وكان أبرزها تصدي أبناء مريس ببسالة للمليشيات الحوثية الإرهابية، حين وقفوا سداً منيعاً في وجه مشاريع الغزو والهيمنة، ودفعوا أثمانًا باهظة دفاعًا عن الجنوب وهويته.
وأوضح المشاركون أن هذا الاصطفاف الشعبي الواسع يعكس وعيًا جمعيًا متقدمًا، يدرك طبيعة المرحلة وحجم التحديات، ويؤمن بأن الطريق نحو الدولة الجنوبية يمر عبر وحدة الصف، ودعم القيادة، والتمسك بالثوابت الوطنية. كما جددوا التأكيد على أن الاعتصام السلمي سيظل أداة حضارية للتعبير عن الإرادة الشعبية، ورسالة قوة لا لبس فيها لكل من يراهن على تفتيت الموقف الجنوبي.
وفي ختام الفعالية، علت الهتافات مجددًا، مؤكدة أن الضالع، ومعها مريس وحَجَر وكل الجنوب، تقف اليوم في خندق واحد، وأن الإرادة الشعبية ماضية بثبات نحو هدفها، مستندة إلى تاريخ نضالي مشرف، وقيادة تحظى بثقة الشارع، وشعبٍ قرر أن يكتب مستقبله بيده.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news