انتقد نائب رئيس هيئة التشاور والمصالحة، "عبدالملك المخلافي"، السبت 13 ديسمبر/ كانون الأول، صمت من سماهم بـ"النخب اليمنية"، مشيراً إلى أن مشكلتها أنها أدمنت المجاملة في الشأن العام، مع أنّ المجاملة في قضايا الوطن خطيئة لا تُغتفر.
وقال "المخلافي"، وهو قيادي ناصري، ووزير أسبق للخارجية اليمنية، في تدوينة على "فيسبوك"، رصدها "بران برس" إن "المجاملة لم تعد مجرّد سكوتٍ عن الخطأ رغم إدراكه، بل تجاوزت ذلك إلى التصويت له، وتبريره، والوقوف في صفّه".
وأضاف: "هكذا ضاعت البلاد، من مجاملةٍ إلى أخرى، ومن صمتٍ إلى صمت، حتى تراكمت الأخطاء وتحولت إلى كوارث"، وأضاف: "ولو أنّ النخب وقفت في وقتها موقفًا أخلاقيًا وسياسيًا واضحًا في وجه ما جرى، وفي مقدّمته جرائم الحوثي، وكلّ ما سبقها ومهّد لها، لما وصل اليمن إلى هذا الدرك الخطير".
وأشار إلى أنه "حين يقع الفأس في الرأس، يخرج من كان صامتًا أو شريكًا ليَدّعي الحكمة بأثرٍ رجعي، ويقول إنّه كان يرى الكارثة ويتوقّعها، وكأنّ المعرفة المتأخرة تُعفي من المسؤولية أو تُبرّئ من الذنب".
واستدرك: "لكنّ المجاملات استمرّت، ولا تزال قائمة حتى اليوم، بصورٍ مختلفة وأسماءٍ متبدّلة"، مبيّناً أنه "يصمت كثيرون لا لأنّهم لا يعرفون، بل لأنّ الصمت مصلحة، أو لأنّ قول الحقيقة قد يُغضب طرفًا ما، فيُفضَّل الوطن مؤجَّلًا، والحقيقة مؤجَّلة، والدولة مؤجَّلة، فقط حتى "لا يزعل أحد".
وعما ذهب إليه، أوضح "المخلافي"، أن الحكمة منه، أنّ الأوطان لا تُبنى بالمجاملات، ولا تُحمى بالصمت، ولا تُنقَذ بحكمةٍ متأخرة"، مؤكداً أن الشجاعة في العمل العام ليست في التبرير بعد السقوط، بل في قول "لا"، في اللحظة التي كان يمكن فيها أن يتغيّر المسار.
وقال: "من لا يواجه الخطأ حين يولد، سيُجبر لاحقًا على مواجهة الكارثة حين تكتمل"، مشيراً إلى موقف له في اجتماعٍ للرئيس السابق عبدربه منصور هادي مع مستشاريه في نهاية يناير 2018، حين كان نائبًا لرئيس مجلس الوزراء وزيرًا للخارجية، حيث قال "إنّ المجاملة والسكوت في صنعاء أوصلانا إلى ما نحن فيه".
وأشار إلى أن من حديثه حينها كذلك، "وإنّ استمرار الصمت والمجاملة لن يقود إلا إلى مزيدٍ من الانحدار. وتساؤلي يومها لم يكن موجّهًا لأشخاصٍ بعينهم، بل للجميع: إلى أين نريد بعد أن نذهب جميعًا؟".
"المخلافي" ختم تدوينته بالقول: "ومنذ ذلك الوقت جرت مياهٌ كثيرة في النهر، لكنّ اليمن لم تنتقل من سيّئ إلى أفضل، بل من سيّئ إلى أسوأ، ولا يزال السؤال نفسه قائمًا للجميع حتى اليوم".
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news