كشف مسؤول عسكري يمني رفيع المستوى عن معلومات استخباراتية ومشاهدات ميدانية تشير إلى استعداد مليشيا الحوثي لشن هجوم عسكري واسع النطاق على مدينة تعز المحاصرة، مستغلةً في ذلك الخلافات والانقسامات الداخلية التي تشهدها الصفوف الموالية للحكومة الشرعية.
وقد جاء التحذير على لسان عبدالباسط البحر، المتحدث باسم المحور العسكري لتعز، الذي أكد أن المؤشرات الميدانية تتنامى يوماً بعد يوم، مشيراً إلى نوايا تصعيد خطيرة تهدد باستقرار المدينة ومناطقها.
تحركات ميدانية مكثفة تمهد للهجوم:
وأوضح البحر في تصريحات خاصة، أن مليشيا الحوثي لم تكتفِ بالتحشيد العسكري، بل شرعت في تنفيذ تحركات استراتيجية على الأرض تدل على استعدادها لمعركة طويلة الأمد.
وتشمل هذه التحركات تدفق تعزيزات بشرية ومقاتلين من جبهات قتالية أخرى باتجاه محيط تعز، بالإضافة إلى أنشطة هندسية مكثفة تشمل حفر أنفاق وشبكات خنادق استراتيجية قرب خطوط التماس، بهدف تمكين مقاتليها من التحرك بأمان وتفادي ضربات الجيش.
ولفت المتحدث العسكري إلى إنشاء المليشيا لمعسكرات تدريب جديدة في المناطق الخاضعة لسيطرتها القريبة من المدينة، حيث يتم تدريب المقاتلين الجدد على تكتيكات القتال في المناطق الحضرية والجبلية، تمهيداً للعملية العسكرية المرتقبة.
مواجهات عنيفة ومحاولات تسلل متصاعدة:
وبالتزامن مع هذه التحشدات، أكد البحر أن قوات الجيش الوطني تخوض معارك ضارية ومواجهات عنيفة في الأطراف الغربية والشرقية للمدينة، حيث تحاول المليشيا اختراق الدفاعات المتينة.
وأضاف أن الأيام القليلة الماضية شهدت تزايداً ملحوظاً في محاولات التسلل والهجمات المحدودة التي تنفذها المليشيا على مواقع متفرقة، وصفها بأنها "عمليات استطلاعية واستنزافية" تهدف إلى قياس درجة استعداد القوات وإرهاقها قبل إطلاق الهجوم الكبير.
ويرى المراقبون العسكريون أن هذه الهجمات الخاطفة ليست سوى تمهيد للعملية العسكرية الكبرى، ووسيلة لاختبار دفاعات الجيش واستنزاف قدراته في ظل الانقسامات الداخلية التي تعاني منها المكونات المنضوية تحت مظلة "التحالف".
الانقسامات الداخلية: ورقة رابحة للحوثيين:
يأتي هذا التصعيد المحتمل في وقت تتعاظم فيه التحديات التي تواجه القوات الحكومية في تعز، لا سيما مع استمرار الخلافات السياسية والعسكرية بين مكوناتها المختلفة.
وهذه الانقسامات، التي تصل أحياناً إلى مواجهات مسلحة، تضعف الجبهة الداخلية وتخلق فراغاً أمنياً تسعى مليشيا الحوثي لاستغلاله لتحقيق اختراقات ميدانية قد تغير من موازين القوى في المدينة التي تقاوم الحصار منذ سنوات.
وختاماً، حذر المتحدث العسكري من أن تجاهل هذه المؤشرات قد يدفع المدينة المنكوبة نحو كارثة إنسانية وعسكرية جديدة، داعياً جميع القوى السياسية والعسكرية في محور تعز إلى توحيد الصفوف وتفعيل الجهد العسكري والاستخباراتي لمواجهة هذا التهديد الوشيك، مؤكداً أن قوات الجيش على أتم الاستعداد لصد أي هجوم وتوجيه ضربات قاسمة للمليشيا.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news