في لحظة تعتبر من أكثر اللحظات حساسية في تاريخ اليمن الحديث، وبينما تتصاعد وتيرة التحركات الهادفة إلى تمزيق النسيج الاجتماعي، برز صوتٌ من الساحة الثقافية ليُسمع أعلى من دوي أصوات السياسة والانقسام.
الفنانة اليمنية شيماء محمد، أثارت جدلاً واسعاً وتفاعلاً جماهيرياً كبيراً عبر منشور تناول فيه عمق العلاقة التي تربط أبناء اليمن، مقدمةً رؤيةً تتجاوز الخرائط الجغرافية والتسميات السياسية العابرة.
لم تكن مجرد كلمات عابرة، بل كانت بمثابة إعلان واضح وصريح بأن الروابط التي بناها التاريخ والجغرافيا والمشاعر الإنسانية أقوى وأعمق من أي مشاريع تقسيم تسعى قوى داخلية وخارجية لفرضها على الواقع اليمني.
جاءت رسالتها لتؤكد أن ما يشهده البلد من تباينات سياسية وتغيرات في المشهد، لم يكن مفاجئاً للكثيرين الذين يتابعون عن كثب المخططات الرامية لتفتيت اليمن.
في قلب رسالتها، عبّرت شيماء عن حالة من الوجد الخاص تجاه أرض اليمن، مؤكدة أن المشاعر الفطرية لدى اليمنيين لا يمكن تجزئتها.
فالقلب اليمني، بحسب رؤيتها، يتسع لحب جبال صنعاء الشاهقة وسواحل عدن الممتدة، وأن هذا الازدواج في الانتماء ليس تناقضاً، بل هو تكامل يعمق من هوية المواطن اليمني.
ورأت أن اسم "اليمن" سيظل هو المظلة الجامعة لكل أبنائه، وأن أي "مسميات" أخرى يتم إلحاقها بهذا الاسم، سواء كانت انفصالية أو فئوية، هي مجرد عناوين عابرة لن تتمكن من محو الهوية الوطنية الجامعة التي ترسخت عبر قرون من التاريخ المشترك.
رسالة ضمنية في وجه المليشيات الانقلابية
تأتي هذه التصريحات في وقت تتصاعد فيه تحركات المليشيات الجنوبية المدعومة من أطراف إقليمية، والتي تسعى لفرض واقع انفصالي في جنوب البلاد.
وتُعتبر رسالة شيماء محمد، وإن لم تُسمِّ تلك المليشيات صراحةً، بمثابة رفض ثقافي واجتماعي لمشاريعها التي تستند إلى خطاب كراهية وتفتيت.
فبينما تعمل تلك المليشيات على تغذية النعرات الإقليمية والمناطقية، تأتي هذه الأصوات من داخل النسيج الاجتماعي لتذكير الجميع بأن الانتماء للقطر الواحد هو هوية الأغلبية الصامتة التي ترفض التقسيم وتعتبره مؤامرة على مستقبل أجيالهم.
واختتمت الفنانة رسالتها بتأكيد قاطع، يلخص جوهر الرؤية الشعبية، حيث أكدت أن أي تقسيم للجغرافيا السياسية، حتى لو حدث على أرض الواقع بقوة السلاح والمليشيات، فإنه لن ينجح في تقسيم القلوب النابضة بحب هذه الأرض من أقصى شمالها إلى أقصى جنوبها.
إنها دعوة للتمسك بالجوهر الإنساني والتاريخي الذي لا يمكن لأي مشروع سياسي أن يمسه، مؤكدة أن وحدة اليمنيين في قلوبهم قبل أن تكون في خرائطهم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news