حقل العقلة النفطي اغلى من اليمن .. "القشة" التي زعزعت الاوضاع شرقا
تشكل المصالح الضيقة لقادة المشهد اليمني الحالية، الاساس والمرجع والرؤية والهدف والسياسة والاستراتيجية الاكثر اهمية من اليمن واليمنيين، تلك هي قناعات شركاء الفساد وسادة المصالح.
وبالنظر الى منجزات مجلس القيادة الرئاسي الذي حل بديلا لقيادة من ذات التيار، لا نجد شيئا سوى مجموعة من المصالح التي تقاسمها كبار القادة مع كتلة فساد اثقل كاهل البلاد وضج مضاجع العباد وقادهم نحو العوز والفاقة.
نفط العقلة .. قشة قسمت الكيان
ظلت قيادة الفساد في معاشيق عدن تنظر الى حقول النفط بعدسات القراصنة الذين ليس لهم هدف سوى الاستحواذ على ذلك الكنز الاسود، خاصة حقل العقلة في محافظة شبوة، الذي التفت حوله عصابات الفساد وفي مقدمتهم رشاد العليمي ونجله.
يعد النفط والغاز، المورد الوحيد الذي وحد كيانات فوضى 2011، وهو ابمورد الذي فرقهم ويهدد كيان البلاد، بعد ان سبب في تعاسة معيشة العباد، واليوم يشكل القشة التي سرعت برفع رايات الشتات والتشظي.
وعلى وقع خلافات القرارات وصلاحيات مصدرها، المبنية على قاعدة الخلافات النفطية المستمرة منذ الوهلة الاولى لرفع شعار الربيع، ومن بعده استدعاء الامامة من كهوف صعدة، ولملمت شتات بقايا الاستعمار، وتقوية ذراع الارهاب الاخوانية، اي جمع قراصنة الثراء والمصالح في بوتقة تقودها مصالح اقليمية ودولية.
سباق السيطرة
وعلى وقع انسحاب الشركة النمساوية، بدأ التوتر بين قادة الفساد، خاصة العليمي والزبيدي، الاول دفع بنجله نحو الحقل، والثاني رفع شعار الارض والقوة.
ومنذ منتصف العام 2024 ارتفع مؤشر الصراع ليصل ذروته في مايو 2025 عندما تسلمت اليمن القطاع النفطي الاهم (S2) في شبوة، بعد انسحاب شركة "OMV" النمساوية للطاقة.
وفي هذا السباق ظهر عدة متسابقين من بلاد العم سام الى فارس مرورا بالخليج، فالكل شركاء ورعاة ووسطاء ولاعبين، واصحاب الحق خارج الحسبة المواطنين اليميين الحلقة الاضعف والمنهكة عمدا بالجوع والعوز والمحاطة بالخلافات المسلحة.
تشكيل لجنة .. محاولة فاشلة
وأصدر رئيس الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، سالم بن بريك، توجيهاً عاجلاً إلى وزارة النفط بسرعة تشكيل لجنة حكومية جديدة لتولي إدارة قطاع العقلة النفطي (S2) بمحافظة شبوة، وذلك بعد قرار شركة "OMV" النمساوية للطاقة إنهاء استثماراتها في اليمن بحلول نهاية مايو.
ونشرت رويترز وقيقة رسمية، طلب من خلالها بن بريك من وزير النفط "سرعة تنفيذ التوجيهات السابقة بتشكيل مجلس إدارة للقطاع اعتبارًا من 1 يونيو 2025"، بحيث يضم ممثلين عن وزارة النفط والمعادن، والمؤسسة العامة للنفط والغاز، ومحافظة شبوة، وهيئة استكشاف وإنتاج النفط، مع تكليفه بإعادة تشغيل القطاع خلال شهر يونيو، وتوجيه إنتاجه لصالح محطة الكهرباء الرئيسية في مدينة عدن الساحلية.
ونصت التوجيهات على التفاوض مع الشركة النمساوية لبدء الإجراءات وإدارة العمليات البترولية بشكل نهائي من قبل وزارة النفط.
ارتفاع السباق والنهاية
وأعلنت "OMV" بداية الشهر الجاري إنهاء عملياتها بشكل نهائي في القطاع، وتسريح كافة موظفيها اليمنيين بحلول 31 مايو، وصلت معدات نفطية مع الحراسة شبوة عبر طائرات قادمة من امريكا، هانت ووكيلها العليمي كام يستعد لتسلم المهمة .
ومع حسابات بقية الاطراف خاصة الاخوان والانتقالي، تغيرت الاوضاع ودخلت البلاد مرحلة الشد والجذب التي امندت الى وادي حضرموت ومنها الى المهرة لتنتهي بسيطرة الانتقالي على منابع النفط هنا وهناك مهدد بفشل مخطط العليمي، والقضاء على اخر امل للاخوان، لتختلط الاوراق وتستمر الحكاية
لكنها قريبة على ما يبدوا من النهاية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news