في تصريحات تعكس موقفاً متشدداً داخل الأوساط الموالية للحكومة اليمنية، أعرب أصيل السقلدي، مدير المركز الإعلامي لألوية العمالقة، عن شكوك عميقة إزاء نوايا إيران الحقيقية وراء توقيعها على اتفاق تطبيع العلاقات مع المملكة العربية السعودية.
وأكد السقلدي أن تنفيذ أي حل حقيقي في اليمن لن يرتهن بالوعود الدبلوماسية، مشيراً إلى أن القوة العسكرية للقوات الشرعية هي القادرة على فرض شروط إنهاء الحرب وضمان عودة الدولة.
جاءت تصريحات السقلدي، الذي تعتبر ألوية العمالقة أحد أبرز مكونات القوات المسلحة اليمنية، في سياق التعليق على الاتفاق السعودي الإيراني الذي رعته الصين، والذي تضمن تأكيداً على دعم الحل السياسي في اليمن استناداً إلى المرجعيات المتفق عليها، بما في ذلك قرار مجلس الأمن رقم 2216، والذي ينص على ضرورة تسليم جماعة الحوثي أسلحتها للدولة.
وتساءل السقلدي بشكل مباشر عن الدوافع التي دفعت طهران للموافقة على بنود قد تتعارض مع سياستها طويلة الأمد في دعم الحوثيين، قائلاً: "من الصعب تصديق أن إيران ستتخلى عن أهم أوراقها في المنطقة بمجرد توقيع اتفاق".
ولم يكتفِ السقالدي بالتساؤل عن النوايا، بل تجاوز ذلك للتشكيك في قدرة طهران على إلزام جماعة الحوثي بتنفيذ بنود التسوية، واصفاً التعهدات الإيرانية بأنها "قد لا تتجاوز كونها حبراً على ورق".
وأضاف أن تاريخ إيران يثبت أن أذرعها العسكرية في المنطقة غالباً ما تتصرف باستقلالية تامة عن الالتزامات السياسية التي تقطعها الدولة، مما يجعل تنفيذ الاتفاق على الأرض تحدياً كبيراً.
وفي نقطة لافتة، ألمح السقلدي إلى أن الحل النهائي لمسألة الحوثي قد لا يكون مرهوناً بالوعود الإيرانية أو حتى المفاوضات السياسية فحسب.
وقال بشكل حاسم: "إذا فشلت الحلول الدبلوماسية في فرض شروط الدولة، فإن بنادق القوات الشرعية قادرة على فرض ما يلزم لإنهاء هذه المشكلة المستعصية".
ويُعد هذا التصريح رسالة واضحة مفادها أن القوات الحكومية، المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية، تمتلك القدرة اللازمين لفرض قرارات الدولة اليمنية وإنهاء الانقلاب الذي قاده الحوثيون.
وتأتي هذه التصريحات لتعكس حالة من الحذر الشائع داخل الأوساط العسكرية والسياسية اليمنية إزاء أي تسوية قد لا تضمن نزع سلاح الميليشيات بالكامل.
يأتي هذا الموقف ليعكس التحديات التي تواجه مسار السلام في اليمن، فبالإضافة إلى حاجة بناء الثقة بين الأطراف اليمنية، هناك شكوك في مدى جدية الحوثيين واستجابتهم للضغوط الإقليمية.
وتؤكد تصريحات السقلدي على أن القوات الشرعية ترى نفسها كضامن أساسي لعدم تجاوز أي تسوية سياسية للخطوط الحمراء المتعلقة بسيادة الدولة وسلحتها.
يُعد تصريح أصيل السقلدي مؤشراً على أن التفاؤل الناتج عن التقارب السعودي الإيراني يصطدم بواقع ميداني وسياسي معقد.
فبينما تسعى القوى الكبرى إلى احتواء الأزمة، تبقى القوات اليمنية على الأرض لاعباً أساسياً قد يكون له الكلمة الفصل في فرض شروط إنهاء الحرب، مؤكدةً أن القوة العسكرية للدولة الشرعية تبقى الخيار النهائي لفرض الحل إذا فشلت المسارات الدبلوماسية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news