رصدت العين الثالثة في متابعة خاصة حالة جدل واسعة أثارتها تغطيات قناتي العربية والحدث خلال الأيام الماضية، بعد أن اتهمهما ناشطون وباحثون في الشأن السياسي اليمني بالانحياز الواضح إلى رواية جماعة الإخوان في اليمن، وتبنّي خطاب موجّه يستهدف الجنوب ومجلسه الانتقالي.
وقالت تحليلات تتابعها العين الثالثة إن جماعة الإخوان في اليمن باتت تتحرك وفق ما وصفته بـ"تقويسة شيطانية" تعتمد على تثبيت قدم داخل الحضن التركي، ومد يد أخرى نحو الحوثيين، في محاولة لإرباك المشهد الإقليمي وإفساد العلاقة بين الجنوب والمملكة العربية السعودية.
وبحسب المتابعين، فإن المعضلة تتفاقم بسبب الدور الذي تمارسه شخصيات محسوبة على الإخوان داخل مؤسسات إعلامية عربية، بينها قنوات ممولة خليجيًا، ما جعلها – وفق التحليلات – تتحول إلى منصة تمنح الصوت والقرار والظهور للمحسوبين على الجماعة، بينما تحجب الرواية الحقيقية عن المشاهد الخليجي.
وتشير القراءة الإعلامية التي تابعتها العين الثالثة إلى أن تغطيات "العربية" و"الحدث" منذ أغسطس 2019 وحتى اليوم، تكشف نمطًا متكرّرًا من الازدواجية المهنية كلما تقدمت القوات الجنوبية في معركتها ضد الجماعات الإرهابية أو كلما ضاق الخناق على الإخوان في مناطق النفوذ السابقة.
وتضيف القراءة أن التغطية الخاصة بالتطورات الأخيرة في وادي حضرموت وصحرائها والمهرة كشفت عن "تفاعل مرضي أشبه بفقدان المناعة المهنية"، حيث بدا أن اجتثاث بقايا التنظيم في تلك المناطق تسبّب في اهتزاز واضح في توجهات القناتين، وصل – بحسب المراقبين – إلى تبنّي خطاب الإخوان الحربي ضد الجنوب.
ويرى مختصون أن ما سبق يطرح أسئلة جادة حول تأثير لوبيات داخل غرف التحرير في تلك القنوات، واستخدامها لإعادة تدوير خطاب سياسي يخدم أجندات لا تنتمي للفضاء الخليجي، بل تتقاطع مع مصالح إقليمية تقودها أنقرة والدوحة، وتلتقي موضوعيًا مع مشروع الحوثي.
وأكدت المصادر أن المسؤولية المهنية والإعلامية تفرض على المؤسسات العربية الكبرى مراجعة سياساتها التحريرية، وتحصين منصاتها من الاختراق، خصوصًا في القضايا المصيرية التي ترتبط بالأمن القومي العربي وبمصالح الدول الداعمة لملف الاستقرار في اليمن.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news