في تطور خطير يهدد بتفجير الوضع الأمني الهش في شرق اليمن، كشف تقرير حقوقي دولي عن فظاعة الهجوم المسلح الذي شنته مليشيات المجلس الانتقالي الجنوبي على مدينة سيئون ومديريات أخرى في وادي حضرموت ومحافظة المهرة، والذي أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في معارك دامية.
تقرير مركزي يرسم صورة قاتمة
وفقاً لتقارير رصدت تفاصيل الاشتباكات، فإن الحصيلة الأولية للضحايا بلغت 76 قتيلاً، موزعة على كافة الأطراف المتصارعة، مما يؤكد على شدة وشراسة المواجهات التي لم تكن محصورة في نطاق جغرافي ضيق كما تم ترويجه في البداية. وقد شملت الحصيلة مقتل 34 عنصراً من قوات المليشيات المهاجمة، و17 من مقاتلي "حلف حضرموت"، و24 من جنود المنطقة العسكرية الأولى، بالإضافة إلى سقوط قتيل واحد من المدنيين، مما يثير تساؤلات جدية حول طبيعة القتال وآثاره على السكان العزل.
هجوم منظم وانتهاكات ممنهجة
أوضحت المعلومات الواردة أن الهجوم لم يكن عملاً عشوائياً، بل كان "هجوماً منظماً" نفذته وحدات مسلحة تابعة للانتقالي، تم إحضارها من محافظات الضالع وأبين وشبوة وعدن، بهدف السيطرة على مقدرات المنطقة.
وخلال عمليات التقدم والتمركز، ارتكبت هذه المليشيات انتهاكات جسيمة وخطيرة تجاوزت أعراف النزاعات المسلحة.
تمثلت أبرز هذه الانتهاكات في عمليات نهب واسعة النطاق طالت المقرات الحكومية والمؤسسات العامة، والمحال التجارية، والمنازل الخاصة.
ولم تقتصر هذه الاعتداءات على السرقة، بل اتخذت طابعاً تمييزياً خطيراً ومقيتاً، حيث استهدفت بشكل منهجي ممتلكات ومساكن المواطنين المنتمين للمحافظات الشمالية، في جريمة واضحة تستند إلى الهوية الجغرافية وتؤجج نعرات مناطقية وطائفية.
حملة اعتقالات وتهجير قسري
لم تكتفِ المليشيات المهاجمة بالقتل والنهب، بل أجرت حملة اعتقالات واسعة طالت مدنيين وعسكريين على حد سواء. وقد تم احتجاز العشرات في "معتقلات مستحدثة" وغير معلومة، ظروفها المأساوية تثير القلق البالغ على حياة المعتقلين.
وبينما تم الإفراج عن بعض المعتقلين من أبناء حضرموت تحت ضغطات محلية، فإن المأساة كانت أكبر بالنسبة لآخرين ينتمون للمحافظات الشمالية، حيث أُجبروا على الرحيل القسري من منازلهم وأعمالهم، فيما لا يزال مصير عدد كبير من المعتقلين مجهولاً حتى الآن، مما يضع علامات استفهام كبرى حول مصيرهم وسلامتهم.
هذه التصعيدات الخطيرة من قبل مليشيات الانتقالي لا تعيد فتح الجراح في حضرموت فحسب، بل تهدد بإشعال فتيل حرب أهلية جديدة على جبهات أخرى، وتضعف الجهود المبذولة لاستعادة الاستقرار في اليمن.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news